ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 27/07/2012 Issue 14547 14547 الجمعة 08 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

المملكة العربية السعودية قلب العالم الإسلامي، تفرح لفرح شعوب بلدانه وتحزن لحزنها، لم تكن يوماً من الأيام بمنأى عنها، مهما علت الأسباب، وتباعدت المسافات، لا نريد أن نشرّق ونغرّب في الحديث، بقدر ما الضرورة تقتضي الوقوف عند الخطاب الأخير لقائد أمتنا، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - متعه الله بالصحة الوارفة - بشأن الأزمة العابرة في العلاقات مع مصر الشقيقة، الملك عبد الله رجل المبادرات والحوار والسلام والمحبة والوئام، مبغض الشر ودواعي الفرقة، كل كلمة في خطابه تعصر قلبه قبل أن ينطق بها لسانه، تشعر أنت أيها المستمع والمشاهد الكريم، أن عبراته تخنق عباراته، يعيش هموم وآلام وآمال أمته، غير أن النظرة التفاؤلية لآماله الطموحة، هي شعاره وديدنه، يتغلّب على الآلام والآهات بقوته وعزيمته، متوكلاً على خالقه، لسانه رطب بذكر الله ورجائه، وهذا سر من أسرار قبوله لدى العالم أجمع، فضلاً عن شعبه، كلنا شاهد مليكنا المفدى وهو يستقبل وفد مصر العروبة، أرض الكنانة، المكون من رئيسي مجلسي الشورى والشعب وقيادات الأحزاب السياسية وأبرز شخصيات المجتمع المصري مختلفة الأطياف، بالله عليكم، هل رأيتم كما رأيت، كيف كان جو الاستقبال؟! إي والله كان حميمياً وأخوياً وشعبياً مهيباً، شنفت له الآذان واكتحلت به العيون، كانت الكلمات هنا وهناك، تعبّر عن حتمية التقارب والإصرار على تجاوز العقبات التي حاول اللصوص زرعها، والرغبة الحاضرة في التغلب عليها وقطع دابرها، حتى كان هذا الشعار سيّد الموقف! كما البشر على محيّا الجميع، تحفهم عناية المولى جلَّ في علاه، لأنهم اجتمعوا على مائدة التعاون، ينهلون البر والتقوى ودحر الشياطين من البعثيين والصفويين المتربصين، تقرباً للمولى، لا ينبغي أن يمر خطاب خادم الحرمين الشريفين، هكذا دونما قراءة سريعة لمدلولاته ومضامينه، لنستلهم منه مشاعر الملك القلبية والحسية، قائدنا لا يطلب من المستمع ملء الفراغات، ولا تحديد الخيارات، لا! بل - يحفظه الله - يضع النقاط على الحروف بنبرات قوية لها رنين، لا يدع فيها المجال للتفكير أو الاجتهاد، كان خطاب الملك عبد الله في هذا اللقاء الحميمي، خطاباً صادقاً، عبَّر فيه عن ترحيبه بالوفد المصري الكريم، مؤكّداً على عمق الروابط بين الشعبين الشقيقين، وفي الوقت ذاته مركّزاً على الأسس الثابتة التي تقوم عليها العلاقات السعودية المصرية، ومن أمها أن التاريخ الراسخ بين البلدين، قام على أساس الدين والعرق واللغة ونصرة الحق، لذا لا يمكن لحادث عابر هنا وهناك أن يعبث بتلك الأسس، والعلاقات مع مصر الشقيقة بالنسبة للمملكة، هي أولوية لا تقبل الجدل أو المساس أو المساومة بها البتة، أو السماح لكائن من كان أن يحاول مجرد الاقتراب حولها، كما أن العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، تقوم في حالة الاختلاف على أساس العتب لا غيره، وهذا العتب بين الأشقاء بابه واسع، مشرع أمام العقلانية والوعي وعزيمة الرجال، ويؤكّد - حفظه الله - في خطابه أن مصر الدولة بهمومها وآلامها وطموحاتها، لها مكانة خاصة في قلب المملكة، والعكس صحيح، والمهم في ذلك كله، إدراكه - يحفظه الله - لدور الإعلام في إجادة اللعبة واستغلال الفرص، وقلب الحقائق وإشعال الحرائق، متى ما أطلق عقاله وتوشح باللون الأصفر، لذا كان الملك حريصاً في توجيهه للإعلام المصري والسعودي، بأن يكون عامل بناء، لا معول هدم، يهرول خلف الشعارات، وعليه أن يقول خيراً أو ليصمت، وهذا توجيه ملكي مطرد، ونحمد الله أن إعلامنا السعودي ذو منهج رصين متزن في التعاطي مع الأحداث والأزمات، مبتعد عن التهويل والمهاترات والغوغائية والشعارات الصفراء، قراءتي لمعطيات هذا اللقاء الأخوي، يشي بعودة العلاقات السعودية المصرية ورسوخها أمضى من ذي قبل، بصورة تغيض العدو المتربص، وتعيد المياه إلى مجاريها، فلرب ضارة نافعة، شعب المملكة ومصر، هما أكثر فرحاً بهذا الإنجاز، بدليل ردود الفعل الإيجابية هنا وهناك، التي باركت هذه الخطوات المتسارعة، في سبيل رأب الصدع ولم الشمل، بقياده خادم الحرمين الشريفين وحكمته وحنكته. بقي القول إن المرحلة الراهنة، تستدعي من العقلاء والحكماء - أياً كانوا - تغليب مصلحة الأمة، التي توشك أن تتداعى عليها الأمم، كما تتداعى الأكلة على قصعتها، المملكة ومصر توأمان لا ينفصلان، كما المستقيمان المتوازيان لا يتقاطعان البتة، غير أنهما ليسا سياميين! الشعب السعودي يهيم في حب مصر وشعبها لدرجة الغليان، والعكس صحيح وزيادة. حفظ الله أمننا ووطننا في ظل قيادتنا الحكيمة، وأدام عز أمتنا ورفعتها، لتعود لتاريخها المجيد الحافل بالعطاءات الحضارية والإبداعات الجميلة. ودمتم بخير.

dr-al-jwair@hotmail.com
 

قراءة في حضرة الملك!
د. محمد أحمد الجوير

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة