ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 28/07/2012 Issue 14548 14548 السبت 09 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

صحافة العالم

 

دموية بشار تضر بالمصالح الأمريكية

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

القلاقل الدموية السورية الأخيرة، بقدر ما هي صادمة للشعور الأمريكي المقدر للعدل والحرية، فإنها أيضًا تضر بالمصالح القومية الأمريكية، ويبدو أنها تمثل مشكلة عصية على الحل، فالمفكرون والسياسيون وخبراء السياسة الخارجية يطالبون بإعادة التركيز على الدبلوماسية، وأن نخطط لكيفية الانتقال للديموقراطية. ولكن مع تجمع سحب الدخان الأسود فوق سماء دمشق، بينما تسير عربات الأمم المتحدة في طرقاتها، سيكون من الصعب رؤية أي الاتجاهين سيحقق النجاح الأكبر، وربما حان الوقت لكي ننظر في خيارات أخرى.

قبل فترة قصيرة استخدمت روسيا والصين الفيتو، للمرة الثالثة، ضد قرار للأمم المتحدة كان سيؤدي إلى عقوبات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد إذا ما استمر في انتهاك خطة سلام الأمم المتحدة. العقوبات يمكن أن تكون أداة سياسة خارجية فعالة للغاية، ويجب على المجتمع الدولي أن يستمر في المحاولة في فرضها، ولكنها معركة حاسمة في سوريا، فالمصالح الاقتصادية والاستراتيجية لروسيا مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بنظام الأسد، ومن غير المعقول أن تتراجع موسكو الآن، فهذا لا يتناسب مع طبيعتها.

الفشل الدبلوماسي الأخير جاء في أعقاب الإشارة الأوضح حتى الآن بأن الأسد يفقد قبضته على السلطة، فتفجير جهاز الامن السوري في العاصمة السورية أدى إلى أكثر من مجرد مقتل ثلاثة من كبار مسئولي النظام (أحدهم صهر الأسد)، فقد أظهر بحسم أن جهاز الأمن القومي السوري ليس حصينًا، وهو انتصار معنوي سوف يؤدي إلى مزيد من القوة والجرأة للثوار.

سوريا في حالة حرب أهلية، في جزء منها صراع أغلبية غير ممثلة ومهمشة ضد نظام شمولي وحشي، وفي جزء منها صراع طائفي. فالأسد العلوي بالطبع هو محور التركيز الاساسي لذلك التوتر، ولكن ذلك صراع ربما لن ينتهي بسلام حتى إذا قرر التنحي. فالعلويون وحلفاؤهم لا يخشون فقط من فقدان السلطة، عن طريق سيطرة الطائفة السنية على الحكم، ولكنهم يخشون على حياتهم ومعيشتهم بمجرد أن يستلم السلطة أولئك الذين كانوا يضطهدونهم.

هذا الانتقال إلى حكم الأغلبية، وهو هدف عادل للمجتمع الدولي، إذا لم يتم عبر إيجاد طريقة لحماية الأقليات، وضمان عدم استثنائها من أي مشاركة حكومية يمكن تشكيلها مستقبلاً، وإذا لم يتم تدعيمها بقوات دولية وضمانات، فإن القتل ربما سيستمر في سوريا في الفترة المقبلة، ما سيعني مزيدا من الاضطراب للشرق الأوسط، وهو ما سيضر بالمصالح الأمريكية بصورة كبيرة.

دوامة العنف الانتقامي ليست الحل العادل للرد على القمع المسبق، فبدون مزيد من الضمانات سيكون من الصعب تصور نهاية سلمية لهذا الصراع الدموي.

افتتاحية (لوس أنجيليس تايمز) الامريكية

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة