ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 28/07/2012 Issue 14548 14548 السبت 09 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

صحافة العالم

 

عيون إسرائيل على الصين والهند

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

نمرود أسولين

في عام 1992 حصلت إسرائيل على ميزة مهمة جدا في تطوير علاقاتها الدولية عندما انهار الاتحاد السوفيتي وما كان يسمى بالجدار الحديدي. ورغم ذلك فإن تطوير علاقاتها مع القوتين الأكبر في الشرق وهما الهند والصين لم يكن محل تركيزها الأساسي حتى سنوات قليلة مضت.

خلال الآونة الأخيرة قام قادة إسرائيل بزيارات رفيعة المستوى إلى الصين في الوقت الذي تحرص فيه على تعزيز الدبلوماسية الشعبية مع الشعب الصيني. وقد وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تهنئة للشعب الصيني باللغة الصينية المعروفة باسم (المندرين) أثناء احتفال الصين بعيد رأس السنة الصينية.

يقوم التعاون المتزايد بين الصين وإسرائيل على أساس اتفاقيات ثنائية في مجالات التكنولوجيا والطاقة صديقة البيئة والزراعة والمحافظة على الموارد المائية. وتحسين العلاقات مع الصين في هذه المجالات هو ما يريده وزير التجارة والعمل الإسرائيلي شالوم شمشون لكي تصبح إسرائيل من أكبر 15 اقتصادا في العالم. وقال شمشون إن عقد اتفاقية للتجارة الحرة مع الصين موجودة على أجندة إسرائيل حاليا وسيتم التوصل إليها خلال المستقبل المنظور.

هذا التحسن في العلاقات الإسرائيلية الصينية يصطدم بخطر كبير. فالحليف الأساسي لإسرائيل وهو الولايات المتحدة يخشى من تزايد خطر السيطرة الصينية في العالم وكذلك في الشرق الأوسط بشكل خاص. وقد فشلت المحاولة الإسرائيلية السابقة لتعزيز علاقاتها مع الصين عام 2000 عندما تدخلت الولايات المتحدة وأجبرت تل أبيب على إلغاء عقد بقيمة 250 مليون دولار لبيع معدات عسكرية شديدة التعقيد تشمل طائرة الإنذار المبكر (فالكون) إلى الصين.

ورغم الفرص الاقتصادية المغرية مع الصين فإن الإسرائيليين غير مستعدين لإغضاب الحليف الأمريكي أو خسارته على المدى القريب على الأقل. في الوقت نفسه فإن العلاقات مع الهند تبدو أسهل وأكثر أمنا بالنسبة للإسرائيليين. ففي حين أجهضت أمريكا صفقة طائرات (فالكون) مع الصين فإنها أقرت صفقة مماثلة مع الهند منذ سنوات. وكما هو الحال بالنسبة للصين، فالهند أصبحت سوقا صاعدة بسرعة مع عدد سكان ضخم والأهم من ذلك أنها أكثر احتياجا للتكنولوجيا الإسرائيلية في العديد من المجالات وبخاصة مجالات الحفاظ على الموارد الطبيعية. ليس هذا فحسب بل إن معهد ستوكهولم للسلام الدولي وضع الهند على رأس قائمة الدول المستوردة للأسلحة في العالم في أحدث تقارير المعهد وهو ما يزيد إغراء إسرائيل بالتقارب معها.

وعلى عكس الصين فإن الهند دولة ديمقراطية وهناك مخاطر مشتركة تهدد كلا من إسرائيل والهند. وكما أدى ضعف نظام الحكم السياسي في باكستان إلى ظهور القوى المتطرفة التي تهدد الأمن في شبه القارة الهندية، فإن إسرائيل تواجه مخاطر صعود التيارات الإسلامية في الشرق الأوسط أو ما تصفه إسرائيل باسم «الشتاء الإسلامي» مقابل «الربيع العربي» الذي يطلق على الثورات التي تشهدها الدول العربية حالياً.

وقد ظهر التعاون الهندي الإسرائيلي في المجال الأمني سابقا عندما شهدت الهند سلسلة تفجيرات في مدين مومباي عام 2008 حيث قامت قوات الأمن الإسرائيلية بتدريب وحدة مكافحة الإرهاب الهندية المعروفة باسم «القوة الأولى» أو «فورس وان». كما أصبحت إسرائيل ثاني أكبر مصدر سلاح للهند متفوقة على روسيا.

ورغم ذلك فالأمور ليست وردية تماما. فقد اضطرت الهند في مارس الماضي إلى إلغاء زيارة رسمية لوزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك خوفا من الغضب الشعبي بين الأقلية المسلمة الهندية كبيرة العدد. هذا الموقف إلى جانب الموقف الهندي المعتدل تجاه الملف النووي الإيراني يشير إلى وجود اختلافات عديدة بين نيودلهي وتل أبيب يجب تسويتها أولا قبل الحديث عن تحالف بين البلدين.

وعندما يتبلور تماما النظام العالمي الجديد للقرن الحادي والعشرين بعد نحو عشرة أو عشرين عاما من الآن يجب على إسرائيل أن تكون في جانب الولايات المتحدة تماماً حيث إن التحالف مع أمريكا هو أهم عناصر القوة بالنسبة لإسرائيل. يجب على إسرائيل أن تفكر بعمق في أي مناورة دبلوماسية تقوم بها هذه الأيام لكي تتفادى الصدام مع أمريكا.

من المحتمل أن تلعب الهند دورا مهما على الصعيد الدولي في العقود المقبلة. ورغم أن اعتمادها على النفط الإيراني يعرقل انضمامها إلى حملة العقوبات الدولية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فمن المحتمل على المدى الطويل أن تغير الهند سياساتها بسبب حاجتها إلى توفير الطعام لسكانها الذين يتزايد عددهم بسرعة وهو ما يفرض عليها الاستعانة بالتكنولوجيا الإسرائيلية المتقدمة في مجال الزراعة. وفي الوقت نفسه ستحتاج إلى التحالف مع أمريكا وإسرائيل لضمان توازن القوى مع جارتها الصين وهو ما يعني أن الهند ستنضم في النهاية إلى المعسكر الغربي.

(*) محلل معلومات مخابراتية في مؤسسة (ماكس سيكيورتيز سيليوشنز)

(يديعوت إحرونوت) العبرية

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة