ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 30/07/2012 Issue 14550 14550 الأثنين 11 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

يبدو أن نجم رمضان الأول وبلا منازع هو مسلسل “عمر” الذي ما زال يحصد جدلا وإثارة لم يسبق لها مثيل، عمر بن الخطاب.. تلك الشخصية المهيبة ذات الحضور الطاغي والمؤثر في أزهى عصور الإسلام وأنبلها، رغم تأثيرها وحضورها إلا أن المعلومات التي عرفت عنها والتي درسناها وحفظناها في مناهج التاريخ كانت شحيحة، تتناول سيرته الطويلة والزاخرة بالأحداث والمحطات المفصلية بأسلوب تلقيني وتقليدي ممل، وإن أراد الشخص أن يحصل على معلومات إضافية فعليه أن يبحث بين صفحات الكتب وسطورها -وجميعنا يعرف أننا شعب لا يقرأ- فظلت هذه الشخصية رغم عظمتها حبيسة مناهج دراسية أبعد ما تكون عن التشويق والإثارة.. إلا أن قررت مجموعة mbc وقناة قطر إنتاج مسلسل ضخم يتناول إحدى أعظم الشخصيات التي مرت على هذه الأرض، بلغة الصورة التي هي لغة الشباب والعصر بلا منازع.. بنص تاريخي مدقق من قبل خيرة علماء الأمة الإسلامية، وبإخراج درامي احترافي، ولغة وحوارفصيحة وذات وقع على النفس.. إلى أن البعض حارب العمل وهدد وتوعد، بل إن بعض خطباء المساجد تركوا كل قضايا الأمة الإسلامية من أقصاها إلى أقصاها، وشنوا حملة شعواء عليه ورفعوا أكف الدعاء على كل القائمين والداعمين له.. مدّعين أن فيه تزييف للحقائق رغم أن أغلبهم لم يكلف نفسه بمتابعة حلقة واحدة منه، ولكننا مبدعون بمحاربة كل جديد والتحذير منه ومن شروره، رغم أن هذا المسلسل قد يقرب الناس من تاريخهم الإسلامي ورموزه العظيمة، ويجعلهم يتشوقون للبحث والاستقصاء عن المزيد من أخبار وأسرار هذه الشخصيات والامتثال لها رغم ادّعاء البعض بعكس ذلك.

* * *

يعود إلينا الإعلامي الشاب أحمد الشقيري وفي جعبته نكهة مختلفة، فبعد مواسم متتالية سلط فيها الشقيري الضوء على كثير من أخطاء المجتمع وعيوبه، وعرى كثيرا من العادات الاجتماعية السلبية، عاد اليوم بنفس جديد أكثر تفاؤلاً وإيجابية، مسلطا النور على تجارب إنسانية رائعة، يستحدث فيها الهمم ويستفز بها حب الخير والعطاء بداخل نفوس المتابعين، فبعد أن انتقده الكثيرون على لغة الصدمة التي كان يقدم بها خواطره، والنقد الحاد الذي كان يمطر به كثيراً من قضايانا، استطاع أن يخرج من مأزق إدمان الانتقاد والسوداوية، ويتخلص من هذا الطابع عبر روح جديدة تدعو إلى الخير والعطاء والخدمة الاجتماعية.. أحمد الشقيري رجل سعى لإدخال نفسه ومجتمعه الجنة، بدل أن يفني جهده في إثبات أنهم سيدخلون النار.

* * *

“يومك معي” هذا هو اسم برنامج الشاب السعودي المبدع فراس بقنة، الذي يقدم سلسة حلقاته عبر موقع يوتيوب يلعب في كل واحدة منها دوراً مختلفا ً ففي أولى حلقات البرنامج تقمص دور عامل نظافة.. نام بجانبهم ليلا واستيقظ قبل شروق الشمس معهم، ليبدأ يوماً شاقاً ومثقلاً بالعمل تحت أشعة الشمس الحارقة، وليتذوق وإياهم صعوبة العمل والعقبات التي يواجهونها، كإهانة الناس لهم واستحقارهم لهذه المهنة التي تتطلب جهداً ودقة وتنظيما ًرغم بساطة المعاش الذي يستلمونه في آخر الشهر، وفي آخر الحلقة يقدم بقنة توصية توعوية أو تثقيفية للمتابعين.. قد تتفوق مسلسلات رمضان وبرامجها بالإعداد والإنتاج والإخراج وبحشد المعدين والمنفذين ومنابر العرض، لكن “برنامج يومك معي” استطاع بروعة فكرته وعمق رسالته وقوة تأثيره أن يتفوق بامتياز على كثير من البرامج الوعظية أو الترفيهية ربما لأنه يمزج بينها ويقدمها بقالب إبداعي دون أن يتصنع ذلك.

إلى اللقاء.

Twitter:@lubnaalkhamis
 

ربيع الكلمة
نشرة إعلامية!
لبنى الخميس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة