ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 30/07/2012 Issue 14550 14550 الأثنين 11 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

نراقب هذه الأيام باهتمام نتائج التسجيل، ونترقب لوائح وقوائم القبول في جامعاتنا في مختلف المناطق لعلنا نحقق أهداف وتطلعات التجربة التعليمية في بلادنا من خلال تأهيل الجيل الجديد من الطلاب والطالبات ليتصدوا لمرحلة العطاء والإبداع في مجالات حيوية وإنسانية كثيرة.

وبما أن العام الدراسي على الأبواب، فمن الأولى أن تقوم هذه الجامعات باستيعاب جميع الطلاب، طالما أنها بلغت بحمد الله نحو خمس وعشرين جامعة حكومية، تشتمل على مختلف التخصصات وتنتشر بعدل وتساوى على مساحات شاسعة من أرض الوطن، فكان أحدثها “الجامعة الاليكترونية”.. حيث تُعِدُّ هذه الجامعات ـ عتيقها وحديثها ـ العُدَّة لتقديم دور تعليمي جامعي مميز يحقق الطالب من خلاله معادلة البناء التربوي والتعليمي.

ومن المهم أن تنصت هذه الجامعات وإداراتها إلى ما قد يقال من ملاحظات، أو يؤخذ عليها من مآخذ، وأن تتفاعل مع ما يردها من اقتراحات وجيهة، لتعرض على لجنة علمية متخصصة، لفحص هذه المقترحات والتفاعل معها، وتصحيح مسارات بعض الأقسام، ومعالجة قصور بعض التخصصات وغيابها.

ومن باب واسع يجدر بالجامعات أن تخرج من حيز ضيق يتمثل إما في معضلة البحث لديها عن مقعد ما، أو حصر دورها وكأنها معنية فقط بتدريس الطلاب وتخريجهم ودفعهم إلى سوق العمل كما يقال، أو سد ثغرات التعليم العام بالمعلمين والمعلمات، في وقت يتطلب منها تقديم دورها التنويري وحضورها المعرفي والرقي بثقافة الطالب وتطوير بيئته وخدمة مجتمعه ليفيد ويستفيد.

إلا أنه قد يغلب على توجه هذه الجامعات حداثة عهدها إذا ما استثنينا أربع أو خمس جامعات كان لها تاريخ حافل بالتعليم، فجل هذه الجامعات الجديدة بحاجة إلى مشروع معرفي وعلمي متكامل، تتدرج في تطبيقه بما يكفل لكل جامعة التميز في طرحها لأي قضية ثقافية، أو رؤية معرفية، أو مشروع علمي أو تقني، أو سبر لأغوار الحياة الاجتماعية والإنسانية لكل منطقة.

ولنأخذ على سبيل المثال “جامعة جازان” حينما تضع في اعتبارها السعي إلى إبراز هوية المنطقة من خلال التخصص في العلم الاجتماعي والبيئي والعمراني والتراث البحري ورصد الكثير من التغيرات المعنوية والمادية في حياة البحارة والصيادين، وعلاقتها بالجزر والبحار والبلاد المجاورة.

ومثال آخر “جامعة نجران” حينما تعمل جهودها وطاقاتها التنويرية والبحثية على صياغة مفهوم شيق لهوية المكان التاريخي، إذ يمكن لها أن تتميز بين جامعات بلادنا حينما تتعمق بحثياً وأكاديمياً في تفاصيل حياة التراث القديم، حيث تعد هذه المنطقة مهد “حضارة الأخدود” وما تشكله من سياق تاريخي مؤثر وعميق لجزء مهم من بلادنا.

وكذلك “جامعة حائل” حينما ترعى أبرز ما تتميز فيه المنطقة اجتماعياً وبيئياً على نحو تميزها في مصادر الطاقة الشمسية وجودة الرمال وغناها بالمعادن والحديد والزجاج، من قبيل تفعيل دورها في دراسات عالم الرمال والبيئة الصحراوية بمختلف مكوناتها.

وكذلك “جامعة الجوف” من الممكن أن يكون ملمحها الفريد هو أن تجعل من المنتجات الطبيعية والأشجار على نحو الزيتون الذي يضرب فيه المثل عنواناً حضارياً ومعرفياً، وكذلك مناطق القصيم والأحساء والخرج في مشاريع النخيل، وتبوك وبيشة في المنتجات الزراعية والكثير من المدن التي تتميز في أعمال وأدوار بيئية وإنسانية وتاريخية متنوعة يكون فيها الاختلاف والتنوع مصدر ثراء للتجربة.

ولا ننسى أهمية وضرورة قيام المستشفيات الجامعية في مثل هذه الجامعات في المناطق، إذ يجب أن لا تتردد الجهات المعنية في تدشين مستشفيات جامعية تخدم التجربة العلمية في كليات الطب والعلوم الصحية في هذه الجامعات الجديدة في بلادنا، وهذا هو الدور والعنصر المهم لنجاحها وتحقيق أهدافها من أجل أن تكمل مسيرتها الحضارية والإنسانية.

hrbda2000@hotmail.com
 

بين قولين
الهوية الإنسانية للجامعات
عبد الحفيظ الشمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة