ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 30/07/2012 Issue 14550 14550 الأثنين 11 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

المقصود بالعنوان أعلاه هو الحلاق اللبناني فهد العنداري الذي حاول جاهداً تغيير مفهوم (صالون الحلاقة) عبر تزيين محله بقرية (فالوغا اللبنانية) بالخناجر والحبال والبنادق والسيوف والمجسمات والأفاعي ومختلف القطع الأثرية والتي عادة ما يسأل عن أسرارها الزبائن ليبدأ (فهد) بسرد قصتها وتاريخ كل قطعة عند الحلاقة بعيداً عن الثرثرة في السياسة أو الأمور الشخصية للزبون كما هي العادة..!

الفكرة جميلة خصوصاً مع ما يشكله (الحلاّقون) اليوم من خطر بكثرة الثرثرة ومعرفة أسرار الزبائن وتحركاتهم ونشاطاتهم السرية خارج المنزل..؟!

فكم من (زواج مسيار) كُشف على يد حلاّق؟ وكم من سفرة للخارج لم يعلم بها إلا صاحب الموس والمشط، خبير الموضة وقصات الشعر التي تناسب البدل؟!

البعض تعود أن يسلّم (ذقنه) على كرسي الحلاّق ليس للحلاقة، بل للتفريغ والتنفيس عن الهموم في لحظة صفاء وتجل أثناء تزيين الوجه وصف الشعر ومحاولة إخفاء الصلع وصبغ الشيب (لتجديد الحياة)، عندها يتسلّل الحلاق إلى داخل الأسرار الخاصة، ويبدأ التنبيش فيها ومعرفة دقائق الأمور، لينقلها دون قصد لزبون قادم من الأصدقاء أو سكان نفس الحي مع الثرثرة! وهكذا تتسرَّب الأسرار والفضائح, وقديماً كان الناس يقصدون الحلاّق ليكشف لهم كواليس ما يجري بحكم أن زبائنه من أصحاب النفوذ والقرار ويثرثرون معه حول رأيه في مختلف القضايا، وقد قيل إذا أردت أن تعرف أسرار بلدة فاذهب إلى حلاقها..!

تجدّدت رائعة المنفلوطي (الحلاّق الثرثار) في هذه الأيام مع اشتداد الربيع العربي وثوراته، فبدلاً من أن يقول لك الحلاّق: ذقن وإلا رأس؟! تقابله أنت بالسؤال أجبني أولاً: فلول وإلا إخوان؟! أو شبيحة وإلا أحرار؟!

لقد تحولت (صالونات الحلاقة) إلى استديوهات للتحليل السياسي والرياضي والاقتصادي على مختلف الأحداث: جرب أن تسأل حلاّقك اليوم عن تأثير انشقاق طلاس على الوضع في سوريا؟! ثم انقل الحديث عن أنانية مشاركة الماليزية (نور الطيبي) في أولمبياد لندن رغم أنها حامل في شهرها الثامن؟! ثم اطلب تعليقه على شراء السعوديين للحوم المجمدة من البحرين بـ(9 ريالات للكيلو) بينما تُباع بجوار محل الحلاقة بـ(30 ريالاً للكيلو)؟!

أنا متأكد أنك ستتفاجأ من المعلومات والأسرار التي سيزوّدك بها الحلاّق، كونك لم تطلع عليها سابقاً عبر الفضائيات أو الصحف..؟!

إنها مهنة (الثرثرة يا عزيزي) والتي يجب أن تحذر من تسريب أي معلومة شخصية عنك خلال ممارستها، حتى لا تكون فاكهة الحديث مع الجالس على الكرسي بعدك..!

هناك فرق بين صالون نقصده للحلاقة، وآخر للثرثرة..؟!

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net
fj.sa@hotmail.com
 

حبر الشاشة
صالون فهد للحلاقة..!
فهد بن جليد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة