ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 01/08/2012 Issue 14552 14552 الاربعاء 13 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

مضحك ومزري ذلك التنافس المحموم والمكشوف بين المرشحَيْن الرئاسيَيْن الأمريكيَيْن على كسب الأصوات اليهودية، فالمرشح الجمهوري «ميت رومني» طار إلى فلسطين المحتلة ولم يترك قولاً أو فعلاً يعتقد أنه يُسعِد الإسرائيليين إلا وبالغ في تأكيده وتبنيه..!!

أما المرشح الديمقراطي للانتخابات، الرئيس الحالي باراك أوباما، فقد اختار أن يستبق اليوم الذي وصل فيه «رومني» إلى فلسطين المحتلة بوقتٍ قليل لكي يوقع على قانون تعزيز التعاون العسكري مع إسرائيل الذي سيتم بموجبه حصول إسرائيل - لأول مرة - على طائرات أمريكية من طراز نادر ومتقدم.

هذا التنافس المزري بين مرشحي الرئاسة الأمريكيين ليس جديداً، ففي كل معركة انتخابية يتبارى المتنافسان الرئاسيان على تقديم الوعود والتنازلات لإسرائيل من أجل كسب الأصوات اليهودية. لكن ما فعله «رومني» و»أوباما» هذه المرة يبدو بائساً ومخجلاً حتى بمقاييس تنافس الساسة الأمريكيين على الحصول على أصوات اليهود، فمن الواضح أن توقيت أوباما لتوقيع قانون تعزيز التعاون هو من أجل الشوشرة على زيارة «رومني»، كما أن زيارة «رومني» هي محطة من محطات حملته الانتخابية مثل أي ولاية أمريكية مهمة. وهنا يبرز، مرة أخرى، سؤال متكرر: من هي الدولة الكبرى ومن هي الدولة الصغرى في هذه العلاقة العجيبة بين الدولتين؟!

من يلقي نظرة، حتى ولو عابرة، على صورة «رومني» مع رئيس الوزراء الإسرائيلي «نتانياهو» في مكتب الأخير بالقدس المحتلة يتملكه إحساس بأن نتانياهو «المنتفش» وليس رومني «المنكمش» هو الشخص الذي يمثل الدولة الكبرى!! وهذا مؤسف لأن هيبة ومكانة وقوة الولايات المتحدة كان يجب ألا تُخدش على هذا النحو الذي يقلل - حقاً - من قيمة أمريكا.

العجيب هو أنه حتى الصحافة الإسرائيلية سخرت، بترفع وكبرياء، من هذا التنافس الصبياني من قِبَلْ المتنافسَيْن، خصوصاً تصريحات «ميت رومني» التي وصفتها بأنها مجرد وعود انتخابية لا قيمة لها، كما أن تعليقات بعض الصحف الأمريكية ركزت على شطط هذه المزايدات الانتخابية.

بالطبع ليس سراً أن من يخوض الانتخابات الأمريكية في مستوياتها المختلفة يدرك أهمية الصوت اليهودي في الانتخابات وهو صوتٌ يفوق القيمة العددية لليهود في الولايات المتحدة لأن نسبة مشاركة اليهود الأمريكيين في التصويت أعلى من نسبة مشاركة المواطنين الأمريكيين الآخرين وتفوق نسبة 90 في المائة ممن يحق لهم التصويت!! ولكن هل يبرر ذلك انحناء المرشحين الأمريكيين لساسة إسرائيل بهذا الشكل المخجل؟!

نحن ندرك قيمة الولايات المتحدة، ولنا معها مصالح كثيرة، وكمواطن سعودي عربي تعلَّم في أمريكا وله العديد من الأصدقاء الأمريكيين يحزنني ذلك.

alhumaidak@gmail.com
ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض
 

على وجه التحديد
بين «المنتفش» و»المنكمش»..!!
عبدالواحد الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة