ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 03/08/2012 Issue 14554 14554 الجمعة 15 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

فاصلة:

((لا يمكنك أن تحتفظ بهذا اليوم ،ولكن بوسعك ألا تفقده))

- حكمة لاتينية -

صيف مانشستر غريب تزداد فيه الأمطار لكأن السماء تعبر عن مشاعرها فرحاً أو حزناً بالبكاء والمطر رمز لكل شيء جميل لكن الأمر يختلف عندما تكون يداك محملتا بأغراض كثيرة ولا تستطيع أن تحمي رأسك بالمظلّة.

استيقظ باكراً حتى في رمضان فقد قررت أن ألحق الصغيرات في مدرسة صيفية حتى أستطيع أن أستثمر وقت رمضان الطويل بإنجاز مسئولياتي الدراسية بالإضافة إلى أن جلوس الأطفال في البيت في رمضان سيكون مربكا للجميع حيث لا تتوقف طلباتهن وبدوره لا يتوقف تذمر الكبار منهن.

منازل البريطانيين ليست واسعة وبالتالي فالأطفال لا متنفس لهم سوى حديقة المنزل التي لا يمكن استثمارها صيفا لهطول المطر يوميا أو شبه يومي.

بدءا اعترضت الصغيرتان على إلحاقهما بالمدرسة الصيفية أو المخيم.

وكنت في داخلي مع الاعتراف بحقهما في الإجازة الصيفية دون التحاق بأي نشاط خارج المنزل ،لكن وجود طفلتين بلا مدرسة في المنزل يعني ضوضاء وبطبعي لا يعجبني فراغ الأطفال وشعورهم بالملل.

لذلك بذلت الكثير من الجهد لإقناع الصغيرتين اللتين كان عذرهما أنهما تودان الاستمتاع بالإجازة والتي هي فقط ستة أسابيع وبعد مداولات عدة قبلتا الذهاب بشروط وتحفيز ووعود بمكافآت.

ودعت الصغيرتين وتركتهما في المدرسة وقررت أن أمرّ منطقة «التاون « وهي منطقة أسواق ومطاعم رئيسية في مانشستر.

غريب هذا الهدوء صباح رمضان لكن ذلك أكبر دليل على أن الجالية المسلمة في مانشستر أعدادها كبيرة وفي رمضان يتضح ذلك في الأسواق الهادئة والمطاعم التي تخلو من الازدحام لكن المنطقة التي يكثر فيها المطاعم والأسواق العربية هي «روشم» ففيها تستطيع أن تجد معظم المنتجات الغذائية الرمضانية التي اعتدنا على تناولها في رمضان في بلادنا لكن الإشكالية أن سلوكي الاستهلاكي هو نفسه سلوك الصائمين فما أن نجد منتجاً ما حتى نشتري منه كمية كبيرة فينفذ سريعا!

النهار طويل في رمضان مانشستر يتسع للعبادة بروحانية والقراءة والكتابة وإعداد الطعام بينما منذ أن تغرب الشمس بعد الساعة التاسعة فلا يمكن للإنسان أن يتفرغ لشيء أراده دون أن يشعر أن الوقت يسرقه.

في الغربة في رمضان تشعر بأن الهدوء يرتدي كل شيء في حياتك حتى أفكارك إذ لديك فرصة حقيقية لتأملها وتغييرها.

nahedsb@hotmail.com
 

مسؤولية
يوميات مبتعثة «يوم رمضاني»
ناهد سعيد باشطح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة