ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 06/08/2012 Issue 14557 14557 الأثنين 18 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

وصلت الحال في سورية إلى أكثر من حرب أهلية، بعد أن أصبحت مؤهلة لأن تكون إقليمية، وربما أكثر من ذلك، في ظل التعنت الروسي وإصرارهم على سحق الثورة الشعبية، وما يحدث الآن هو حرب بين الخارج وبين الشعب السوري، الخارج محملاً بالمصالح الروسية والإيرانية واللبنانية ممثلة في حزب الله، والخطورة أنها حرب دخلت طريق اللا عودة، ولم يعد لأي حل آخر سبيل في الوقت الراهن، وكأن التاريخ عاد من جديد، مثلما حدث في أفغانستان التي كانت أهم ساحة معركة في آخر فصول النار في الحرب البادرة بين الغرب والاتحاد السوفيتي، لكنها رغم انتصار المقاومة لا زالت تشتعل ناراً إلى اليوم.

وإذا لم يتدارك المجتمع الدولي الوضع في سورية، فإنها سائرة في ذلك الطريق، ولم يبقَ أمام العالم إلا الحسم السريع للحرب الدائرة في سورية بين الثورة الشعبية والنظام، وذلك لأن الحرب هلاك، ولا تخلف إلا الدمار والجهل والأوبئة، مثلما هو الحال الآن في الصومال، والحرب مدرسة يتخرج منها المجرمون واللصوص وتجار الحروب، والدولة ما بعد الحرب تشيخ وتُصاب بأمراض الوهن والعجز والشلل، ولا تقوم لها قائمة إلا بعد حين، وأن تنتظر خروج أجيال جديدة بذاكرة ورؤية مختلفة عما حصل في زمن اغتيال زهرة شباب الوطن خلال الحرب المدمرة.

يُقاتل شباب سورية من أجل حريتهم، لكن أغلبهم عُزل بعد أن وقف العالم يتفرج على آليات التدمير الروسية في شوارع سورية، لأسباب لا أفهمها لا أعرف لماذا قررت الولايات المتحدة وأوروبا الغربية رفع يدهما عن الشعب السوري، بينما كانت حاضرة في ليبيا، وحسمت المعركة في وقت قياسي، هل هو النفط أم ماذا ؟، أم هي المصالح الإسرائيلية التي ترغب في تدمير سورية ثم تقسيمها إلى دول طائفية، هل هذا بالفعل ما يريده المجتمع الدولي؟، أم أن روسيا أصبحت القوة العظمى في العالم، لكن من الصعب أن أصدق مثل هذا الزعم، وأجدني أقرب لتصديق نظرية المؤامرة التي تقول إنهم متفقون على استمرار المعركة لفترة أطول، وبعد ذلك لكل حادث حديث.

يوجد خطر حقيقي من استمرار الحرب بهذا الشكل الدموي على بقية الدول العربية، خصوصا في الخليج العربي في ظل الغضب الإيراني بسبب انحسار نفوذها بعد تغيير الحكم في سورية، ولا شك أن الثورات الدينية لم تخلف إلا الدمار، وقد خلق النظام الإيراني حالة من الارتباك في العالم العربي منذ صعود ثورته، ثم البدء في التخطيط لتصدير الثورة إلى الدول المجاورة، لكنها ثورات لا تؤمن بالحرية والديموقراطية، ولكن بالتبعية والخنوع، قد كانت العراق الضحية الأولى، وكادت أن تكون البحرين الثانية، وقد قام بسبب تلك الهجمة تطرف سني مضاد للهجمة الشيعية المؤدلجة بالمصالح، وكانت النتيجة توتر عام لا يخدم رفاهية الإنسان العربي أو الفارسي، ولكن يخدم مصالح ضيقة عدوها الأول الحرية والسلام.

 

بين الكلمات
لماذا تخاذل المجتمع الدولي في سورية؟
عبدالعزيز السماري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة