ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 06/08/2012 Issue 14557 14557 الأثنين 18 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

الداء الوبيل يحدق بمجتمعنا!!
د. علي الحماد

رجوع

 

أرى خُلل الرماد وميض نار

ويوشك أن يكون لها ضرام

فإن النار بالعودين تُذكى

وأن الحرب مبدؤها كلام

لئن لم يطفئها عقلاء قوم

يكون وقودها جثث وهام

فإن كانوا لحينهم نيام

فقل قوموا لقد حان القيام

أيها السادة القراء الفضلاء لقد هالني كما هال كل غيور على وطنه ومجتمعه هذه الأعداد المرعبة التي صرح بها الناطق الرسمي لوزارة الداخلية هذه الأيام والتي أوضح من خلالها أن عدد مروجي المخدرات في بلدنا (المحروسة) يناهز الـ700 مجرم، وهذا فقط للعام الجديد 1433هـ، وهؤلاء هم فقط الذين تم القبض عليهم!!! أما جنسيات المروجين فمن (33) دولة!! أما ثمن المخدرات فحوالي (2) مليار!!! حقاً إنها الحرب الصامتة الحرب القاتلة التي لا يسمع فيها أزيز الطائرات، ولا هدير الدبابات، ولا دوي المتفجرات!!.

ولكنها تسير في مجتمعنا كليل البهيم، إن وقود هذه الحرب الملعونة هم أبناؤنا، وفلذات أكبادنا، وأعراضنا، وممتلكاتنا ووقود هذه الحرب هو أمن وطننا، ومستقبلنا.

وإن الشاب إذا ابتلي بهذا الداء الوبيل يكون نقمة على العباد والبلاد، يكون عالة على مجتمعه، يكون كلاًّ على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير!!

إن على كل مواطن أياً كان موقعه أن يستشعر تماماً أنه هو الضحية للمخدرات وأنه هو حطبها ووقودها ورمادها!!

فيجب عليه أن يتعاون مع كل الجهات ذات العلاقة بكافة السُبل والوسائل، وبكل ما أوتي من قوة، حتى وإن كان المستخدم أو المُهرّب من أقاربه!! فإشعار الجهات المختصة بحاله هو إنقاذ له من موت مروع، وهو نصرة لأخيه كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:(انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً» قيل له يا رسول الله عرفنا مظلوماً. فكيف أنصره ظالماً؟ قال بحجزه عن الظلم. نعم إن التعاون مع كافة الجهات الحكومية للقبض عليه هو عين التعاون على البر والتقوى « كما نص على ذلك كبار العلماء. ولاسيما حسب ما سمعنا نص الناطق الرسمي لوزارة الداخلية إن (إيران) لم تتخذ أي إجراءات لمنع تهريب المخدرات من إيران للسعودية!! وهذه هي حرب الأفيون هذه هي حرب التدمير الخفي!!

(عدُوّك إما معلن أو مكاتم

وكل بأن يخُشى ويتُقى قمنُ

فكن حذراً ممن يخاتل شرّه

فليس الذي يأتيك جهراً كمن كمن!!)

إذاً هي حرب طائفية خفية، حرب غير معلنة على كافة الصعد والمستويات. (فيا أيها الذين آمنوا خُذوا حذركم، خذوا حذركم، خذوا حذركم).

كنت أدرس عند الشيخ ابن باز- رحمه الله- بعد الفجر فتقدم إلي رجل من الجيران وقال: هل ممكن أن أحصل على فتوى من الشيخ ابن باز (لقتل ولدي)! فقلت أستغفر الله، تعوذ من الشيطان، فقال: ابني يستخدم المخدرات، ويأتي لبيتي فلا آمنه على عرضي ولا على أخواته، ولا إخوته ولا على ممتلكاتي، فهو شر محض، فو الله لو أجاز لي بن باز قتله لقتلته.. أهـ.

فالله الله بفلذات أكبادنا وقرة عيوننا، قال ابن القيم رحمه الله ( أكثر فساد الأولاد من سوء تربية الآباء).

(هداك الله يا ولدي فأنت الروح في جسدي

إذا ما قلت يا أبتي حسبت الكون ملك يدي)

{وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيل الْمُجْرِمِينَ}.

فلنأخذ حذرنا على أبنائنا ولاسيما أيام الامتحانات، واختيار الرفقة الصالحة، وإبان السفريات الداخلية والخارجية... والسلام عليكم.

محافظة رياض الخبراء

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة