ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 07/08/2012 Issue 14558 14558 الثلاثاء 19 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

هل نحن جميعنا محتاجون للخدم..؟
محمد عبد الله الحميضي

رجوع

 

التفاخر بالأموال والممتلكات والمقتنيات هي «سمة» البعض ممن حولنا، فتراهم يحرصون على الظهور للمجتمع في «أبهى حُلة»، ولكن هذه الحلة لا تقتصر على المظهر الخارجي للشخص من ثياب جميلة ورائحة عطرة وسيارة فخمة، بل أصبحت تمتد في «عرف» البعض إلى الكماليات من حمل أحدث الجوالات وانتعال أغلى الأحذية.. وفي عرف بعض السعوديات على «اصطحاب» الخادمة لحمل الحقيبة ومرافقتها في التسوق كمظهر اجتماعي! فالحديث عن الخادمات وأعبائهن، بل لا نبالغ إذا قلنا أحياناً «ومشكلاتهن» أصبح لا يكاد يخلو منه بيت من البيوت. ولكن هل باتت الخادمة «ضرورة» لدرجة أن حتى المتزوجات حديثاً تشترطن وجود الخادمة في عش الزوجية؟! أم تحول حمل الحقائب وتعليق العباءات من «ترف» لا معنى له إلى واجهة حضارية مشرفة لدى بعض من انقلبت لديهم معايير التحضر والمدنية؟! نحن لا ننكر «أهمية» وجود الخادمة في مسكن من «يحتاج» إليها، فشريحة كبيرة من السعوديات أصبحن عاملات، فبالتأكيد هن في أمس الحاجة إلى وجود من يعاونهن على أعباء المنزل، هذا بالإضافة إلى الأسر التي يوجد لديها كبير في السن يحتاج إلى عناية خاصة، أو مريض يحتاج إلى متابعة مستمرة، أو من لديها أطفال كثر تحتاج إلى من يعاونها على الاهتمام بهم وملاحظتهم. ولكن من يلاحظ واقع الخادمات في المجتمع السعودي يرى أن وجودها يعبر عن «إتكالية» غير مبررة و»تفاخر» في غير موضعه للعديد من الأسر. كما أن الدول المتقدمة التي نتسابق لتقليدهم في ما لا يفيد ديناً ودنيانا، تجاهلنا أو تعمدنا غض الطرف عن تقليدهم في استغنائهم عن الخدم والسائقين، فالشريحة الأعظم منهم يعيشون بلا «أرتال» الخادمات والمربيات والطباخين والسائقين الذين أصبح عددهم لدى البعض منا يفوق عدد الأسرة الفعلي، ومع ذلك فهم يعيشون في مستوى اجتماعي راق وفي بيوت فخمة ونظيفة، بل ويتمتعون بصحة أفضل منا! فتجد أحدهم وقد تجاوز الستين وهو يمارس حياته الطبيعية كشاب في الثلاثين لدينا! وذلك لأنهم تركوا الخمول والدعة والكسل، وأقبلوا على الحياة بنشاط وجد من أول النهار إلى آخره، والعجيب أنهم من أكثر الدول ازدهاراً اقتصادياً، ومن أكثر الشعوب رفاهية! فما بال شعبنا الحبيب الذي تراه يصرف جزءاً كبيراً من قوته وقوت عياله على فرد «غريب» هو في غنى عنه لو أمعن النظر وترك عنه التقليد الأعمى.

ولقد كانت أزمة الخادمات الحالية وإقفال بعض الدول الرئيسة سبباً في استغناء البعض واعتمادهم على أنفسهم ممن لم يكن بحاجة ماسة لها، وآخرون كان لديهم اثنتان واكتفوا بواحدة عندما أجبرتهم الظروف في التفكير بحالهم وحال الخدم. وفقهم الله جميعاً وأتمنى لهم حياة مليئة بالنشاط وبعيدة عن تيارات الاتكالية وحب التقليد.

- شقراء

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة