ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 07/08/2012 Issue 14558 14558 الثلاثاء 19 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

احترام العلماء واجب ديني
محمد بن إبراهيم فايع

رجوع

 

إنّ أعزّ وأغلى ما نملك في هذا البلد «نعمة الدين الإسلامي العظيم» الذي حبانا الله به، وبه كسبنا الشرف العظيم، أن جعل الله بلدنا مهد الإسلام، ومشرق النور والرسالة، فكان قبلة العالم الإسلامي، وشرّفه بمكة المكرمة، والمدينة المنورة، ثم أن قيّض الله للبلد قيادة حكيمة، وهذه نعمة أخرى، وكلنا يعلم جهاد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيَّب الله ثراه -، حين جاهد مع الرجال المخلصين حق جهاده، فأرسى بتوفيق الله وعنايته للوطن، قواعد الوحدة بعد التشرذم والتناحر، الذي شهدتها البلاد قبل الوحدة والوفاق، وجاء من بعده أبناؤه الملوك سعود ثم فيصل ثم خالد ثم فهد رحمهم الله جميعاً، الذين أكلموا المسيرة في قيادة البلاد على نفس النهج، حتى تسلم راية القيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وفقه الله وسدده، كان التوفيق حليفهم، إذْ أبدل الله فقر البلاد إلى غنى، واختلافها إلى وحدة، وجهلها إلى نور وعلم يستضاء به، فكان العلم والعلماء الأجلاء، الذين ساروا على منهج السلف الصالح، ونهلوا علومهم من الكتاب الكريم، والسنّة المطهّرة، وآزروا قيادتهم في مواقف وأزمات ومحن، فكانوا خير سند لهم، وهذه نعمة ثالثة، نعمة العلم والعلماء، هذه النعم تستحق منا، في هذا الوقت الراهن، أن نرعاها حق الرعاية، ونحن نتلفّت حولنا، ونرى ما يحيق ببلاد كثيرة من فتن وحراب داخلي، مقدمتي هذه (لأقول) لمصلحة من، أن نرى من يرفع لواء العصبية القبلية ؟! ولمَ هذه اللغة الساخنة في نقد الأوضاع المعيشية وحال كثير من مؤسسات الدولة ؟ بلغة نقدية يشوبها العنف، وتخلو من أدبيات النقد القائم على الاحترام والتقدير، لغة طغت على مساحات وسائل التواصل الاجتماعي، وملأت منتديات وصحف شبكات الإنترنت، قد تزرع الاحتقان في المجتمع، كلنا مع النقد الذي يُعد مطلباً ولا غنى عنه، إذا أردنا أن نرتقي بمؤسسات الدولة وإصلاح شأنها، وتخليصها من أنواع الفساد، ثم (لمصلحة من السخرية والتهكُّم من العلماء) حينما يُسخّر بعض الكتّاب زواياهم للسخرية من العلماء، وحملة العلم الشرعي، ويعبّرون عن مخالفتهم بأساليب تهكمية.

إنّ علماء الأمة يجب أن يبقى لهم الاحترام والتقدير، وهم في النهاية، بشر وليسوا معصومين من الزلاّت أو الخطأ، إلاّ أنّ الانتقاص من قدرهم، (يحرّض الناس على عدم أخذ العلم منهم)، وإذا ما سُخر من العلماء، ومُورس ضدهم التهكُّم، وهم يحفلون بعلم شرعي، والله أمرنا أن نأخذ العلم من أهل الذِّكر وهم العلماء، فمن بقي في البلد نشير إلى أخذ العلم منه، أو نتعلم منه، أو نسأله في أمور ديننا إذا كانت تلك الكتابات تكرِّس مفاهيم خاطئة في أذهان الشباب عن علمائهم؟.

فلنتقِّ الله ونتذكّر قوله تعالى {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا}.

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة