ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 07/08/2012 Issue 14558 14558 الثلاثاء 19 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

صحافة العالم

 

مايكل يونج خبير شئون الشرق الأوسط:
الأسد انتحاري.. وإسرائيل في مأزق

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الجزيرة - الترجمة:

السؤال الذي فشل الإسرائيليون في الإجابة عنه هو كيف سيتعاملون مع التغيير الحالي في العالم العربي على المدى الطويل؟ كل من تركيا والعراق تشعران بقلق بالغ من احتمالات انهيار سوريا لأن ذلك سيكون له تداعيات سلبية للغاية على مجتمعيهما لأن كلا من المجتمعين العراقي والتركي شديد التنوع وبخاصة في المناطق الحدودية مع سوريا. يعتقد الكثير من المراقبين أن الصراع الدائر في سوريا منذ 17 شهرا وصل إلى «نقطة فارقة» عندما ضرب انفجار غامض مقر أحد أهم الأجهزة الأمنية السورية ليقتل وزير الدفاع ونائبه والعديد من كبار المسئولين الأمنيين يوم 18 يوليو الماضي. ولكن مايكل يونج خبير شئون الشرق الأوسط في صحيفة (ديلي ستار) اللبنانية يقول: إن الانفجاركان واحدا من سلسلة الضربات في «حرب التحرير» التي لن يستطيع الأسد الفوز بها، وسيكون لرحيل الأسد تداعيات كبيرة على المنطقة بحسب يونج و بشكل خاص سيكون سقوط الأسد «خسارة كبيرة للإيرانيين» وسيكون له تأثيرات حاسمة على الوضع في لبنان.

وقال يونج: السوريون هم الذين يوجهون الأحداث الدائرة في بلادهم حاليا بدرجة كبيرة للغاية وبمساعدة محدودة للغاية من المجتمع الدولي مشيرا إلى أن الأمم المتحدة تعاني من الشلل التام منذ العام الماضي والآليات يكتبها السوريون أنفسهم بدمائهم واللاعبون الإقليميون. وأوضح أن الولايات المتحدة همشت نفسها بشدة في الأزمة السورية وربما تم ذلك بصورة متعمدة، والأوربيون لم يحاولوا أن يكون لهم نفوذ أكثر من الولايات المتحدة. وأضاف: إن أي حكومة شرعية في سوريا بعد الثورة يمكن أن تؤدي إلى تعقيد العلاقات مع إسرائيل التي كانت مستفيدة من الحكم الاستبدادي القائم في دمشق.

وفيما يلي نص الحوار الذي أجراه موقع مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي مع مايكل يونج:

نقطة تحول

* هل وصلت سوريا إلى نقطة تحول واضحة وهل الأسد في طريقه إلى السقوط بصورة أكيدة؟

- نعم، لكن كانت هناك عدة نقاط تحول خادعة، كان استمرار عجز نظام الحكم عن قمع التمرد بصورة كاملة مؤشرا قويا جدا خلال الشهور العديدة الماضية. وقد تغير المزاج الشعبي في دمشق وحلب خلال الشهور الماضية رغم ملاحظة أن النظام لم يسقط تماما، ولكن التجار في الأسواق بشكل خاص غير سعداء. وقد تراجع التأييد الشعبي لنظام الأسد في المدينتين بصورة مطردة على مدى العام ونصف العام مضى.ومنذ منتصف العام الماضي أدركت أن هذه الحرب لا يمكن حسمها من جانب نظام الأسد. فهو لن يعود بالأوضاع إلى ما كانت عليه في فبراير 2011. لذلك فإن صيغة ما من نظام الحكم قد تستمر أو قد ترحل لكن هذه هي نهاية هذا النظام.

خطوط وخلافات

* إلى أي مدى يعد هذا الصراع طائفيا؟ وكيف ترى الخطوط الحقيقية التي يتم رسمها لهذه المعركة؟

- هناك العديد من الخطوط والخلافات. بالنسبة لي هي حرب تحرير بشكل أساسي، هناك شعب يريد بشكل أساسي إنهاء نظام حكم قمعي ومستبد وخلال العام ونصف العام الماضي أصبحت أقول: إنه نظام انتحاري أيضا، لقد أثبت هذا النظام عندما واجه مظاهرات سلمية لعدة شهور أنه غير مستعد للتنازل عن أي شيء استجابة للشعب وأن تكتيكه الوحيد هو القمع، وهذا هو ما دفع المعارضة إلى حمل السلاح وخلق الآليات التي نراها اليوم والتي كانت مرحلة متقدمة منذ عام، بمجرد حمل المعارضة للسلاح أصبح الصراع أكثر دموية و أكثر استقطابا، وأنا أحمل نظام الحكم المسئولية عن هذا الوضع بشكل أساسي لأنه هو الذي خلق حالة الاستقطاب الطائفي. يرجع هذا جزئيا إلى التكتيك الذي استخدمه منذ البداية لكي يضمن استمرار تماسك الأقلية العلوية الحاكمة التي ينتمي إليها.

كما استخدم النظام تكتيكا منذ البداية حيث أراد تصوير المعارضة باعتبارها تابعة بشكل أساسي لتنظيم القاعدة الإرهابي. ولذلك فقد حاول منذ البداية إجبار الجانب الآخر على أن يصبح أكثر تشددا لكي يستدير إلى العالم ويقول «انظروا نحن نواجه المسلمين السنة المتطرفين» ولا أظن أن هذا التكتيك حقق أي نجاح.

في مناطق محددة بوسط سوريا وبالتحديد بين مدينتي حمص وحلب وفي الجبال شاهدنا بعض الحالات التي بدت كأنها عمليات تطهير عرقي. ولكن الحقيقة أن ما يجري في سوريا أكثر من مجرد صراع طائفي، فالدافع الأساسي لأغلب المعارضة السورية هو التخلص من نظام الحكم المستبد الدموي الانتحاري كما أسميه أنا، ومع ذلك فقد حدث بالتأكيد استقطاب طائفي بعد ذلك نتيجة سياسات نظام الحكم.

خسارة إيران

* إذا سقط النظام السوري، فما هو حجم خسارة إيران وما هو رد الفعل المنتظر من طهران؟

- ستكون خسارة إيران فادحة في هذه الحالة، ولهذا فالإيرانيون يشاركون بقوة في محاولات الحفاظ على نظام حكم الأسد بدعمه ماليا وعسكريا، فالنفوذ الإيراني في الشرق سيتراجع بقوة ومصالحها ستتضرر بشدة إذا خسرت الحليف السوري، ولكن السؤال الأهم يتعلق بهوية النظام الذي سيقام في سوريا بعد ذلك. أعتقد أن الجميع يرون سقوط الأسد كنتيجة حتمية لهذه اللعبة ولكنني أخشى أن يكون الأمر أكثر تعقيدا من هذا التصور.

* إذن ما هي الإجابة عن هذا السؤال؟

- هل ستكون سوريا موحدة؟ لقد انطلقت قوى الطرد المركزي، فهناك العلويون في جانب وهناك أيضا الأكراد. ولا أعتقد أن الأكراد سيرضون باستمرار الأوضاع التي كانت قائمة في ظل حكم أسرة الأسد، سيطالب الأكراد بقدر كبير من الحكم الذاتي لمناطق وجودهم في الدولة السورية، وإذا خافت الأقلية العلوية وقررت التحصن في معاقلها فستصبح سوريا في وضع تجد فيه الحكومة المركزية نفسها أمام دولة مفككة بشدة، في هذا السياق سيكون الباب مفتوحا بقوة أمام الإيرانيين لكي يلعبوا على هذه الاختلافات.

الدور التركي

* هل ترى دورا قويا لتركيا في سوريا بعد سقوط الأسد؟

- سيلعب الأتراك دورا رئيسا في تحديد شكل الدولة التي ستقوم في سوريا بعد الأسد، على سبيل المثال فإنهم سيترددون بشدة في القبول بوجود دويلة علوية داخل الدولة السورية، في الواقع فإن الأتراك ينشطون بالفعل لقطع الطريق على مثل هذا السيناريو، وسيحاول الأتراك العمل على إيجاد نوع من الوحدة السورية، ولكن من غير الواضح مدى النفوذ التركي على أكراد سوريا لأن الأكراد لا يثقون في الأتراك بصورة واضحة. الأمر المؤكد هو أن تركيا لها مصالح كبرى في سوريا بعد الأسد، على الأقل مصالح اقتصادية على أساس أن سوريا ستجد نفسها مطردة للتعامل التجاري مع جارتها الشمالية الكبرى.

قلق عراقي

* وماذا عن العراق؟

- بصورة غريبة يمكن القول: إن للعراقيين أيضا مصلحة في إيجاد شكل من أشكال المصالحة الداخلية في سوريا، فالعلاقات بين أكراد سوريا وأكراد العراق وثيقة للغاية، ولكن هناك أمر واحد لا يريده العراقيون في سوريا وهو أن تصبح قاعدة لعمليات المتمردين ضد الحكومة العراقية التي يسيطر عليها الشيعة. يريد العراقيون ضمان أن أي تحول في سوريا سيتم بسرعة وبصورة سلسة وأنه ستكون هناك حكومة مركزية قوية في دمشق. تشعر كلا من تركيا والعراق بقلق بالغ من احتمال تفكك سوريا لأن ذلك ستكون له عواقب وخيمة على الدولتين اللتين تضمان مزيجا بشريا متعدد الطوائف والمذاهب وبخاصة بالقرب من الحدود السورية.

التداعيات على لبنان

* ما هي التداعيات بالنسبة للبنان وحزب الله؟

- لبنان منقسم بشأن سوريا كما هو منقسم بشأن أشياء أخرى عديدة. سوريا لها مؤيدون ولها خصوم أقوياء في لبنان، واللبناني سيشعر بكل تأكيد بتداعيات سقوط الأسد لأن ذلك سيعيد تشكيل موازين القوى السياسية في لبنان وربما يخصم من قوة حزب الله السياسية، وكذلك العسكرية في الوقت الذي يعيش فيه حزب الله الآن أزهى أيام قوته. الهدف الرئيس للطبقة السياسية في لبنان سيكون محاولة تحقيق صيغة ما للمصالحة الوطنية حتى يمكن للبلاد تجاوز هذه المرحلة المضطربة، ستشعر الطائفة السنية في لبنان بانتعاش شديد بعد سقوط حكم بشار الأسد، وسيشعر حزب الله بأنه مهدد بصورة كبيرة، ولن يكون الأمر سهلا عندما نتحدث عن تداعيات الأحداث في سوريا على لبنان بصورة خاصة.

الموقف الإسرائيلي

* كيف تنظر إسرائيل إلى ما يحدث؟

- الحقيقة أن إسرائيل واحدة من أقل الدول استعدادا لتبني التغييرات التي شهدها العالم العربي العام الماضي. إسرائيل ومن نواح كثيرة كانت سعيدة نسبيا بوجود حكام مستبدين في الدول العربية، هؤلاء الحكام في الواقع أبقوا شعوبهم تحت نير التخلف في كثير من المجالات، لذلك فإسرائيل تشعر اليوم بقلق شديد من تداعيات الربيع العربي عليها سواء كان في مصر أو في سوريا فالأمر لن يتغير بالنسبة لإسرائيل فيما أعتقد.

* على المدى الطويل، السؤال الحقيقي الذي فشل الإسرائيليون في الإجابة عنه حتى الآن هوكيف يتعاملون مع التغيير في العالم العربي؟

- الإسرائيليون يركزون اليوم في سوريا على ملف مخزونها من الأسلحة الكيماوية، وما إذا كانت هذه الأسلحة ستصل إلى أيدي حزب الله، وهذه موضوعات تكتيكية مهمة للغاية بالنسبة للأمن الإسرائيلي ولكن على المدى الطويل فالسؤال الأهم والذي فشل الإسرائيليون في الإجابة عنه حتى الآن هو كيف يتعاملون مع التغيير في العالم العربي؟

على سبيل المثال كيف سيتعامل الإسرائيليون مع مفاوضات مرتفعات الجولان السورية المحتلة إذا كانت هناك حكومة شرعية في دمشق؟ أعتقد أن الإسرائيليين قلقون للغاية من هذه القضية، ففي حين كان يمكن لهم أن يقولوا للأسد اذهب إلى الجحيم، فإن الأمر سيكون مختلفا عندما يكون في دمشق حكومة منتخبة انتخابا حرا وتطالب باستعادة أراضيها التي تحتلها إسرائيل وسيكون من الصعب على إسرائيل التعامل مع هذا المأزق. يصور الإسرائيليون التطورات الراهنة في العالم العربي باعتبارها خطرا كبيرا عليهم. في حين يرى الكثيرون أن هذه التطورات يمكن أن تقود إلى مجتمعات أكثر حرية وأكثر تعددية وربما أكثر ديمقراطية، فإن إسرائيل ترى هذه التطورات بشكل عام باعتبارها خطرا عليها أو على الأقل إشكالية.

أشعر أن الإسرائيليين مغيبون تماما عما يجري في المنطقة، وربما تشهد إسرائيل نفسها ثورة على غرار الربيع العربي، فإذا لم يجد الإسرائيليون حلا للمشكلة الفلسطينية فربما تشهد بلادهم ثورة.

المصالح الروسية

* ماذا يعني هذا بالنسبة للمصالح الروسية في الشرق الأوسط؟

- ربما لا تكون روسيا سعيدة بما يحدث في سوريا ولكن إذا استطاع العلويون حماية أنفسهم في معقلهم بقلب سوريا، وجرت مفاوضات بين الحكومة الجديدة في دمشق و الطائفة العلوية فإن روسيا يمكن أن تلعب دورا رئيسيا في المشهد السوري.

الروس يتعاملون مع الأزمة السورية بطريقة سيئة حتى الآن، ومن المحتمل أن يدفعوا ثمن سياستهم في سوريا، ولكن لا يجب أن نقفز سريعا إلى تصور أنه سيتم إبعادهم تماما عن سوريا لأنهم يلعبون دورهم بصورة سيئة حاليا. فمرحلة ما بعد الأسد في سوريا قد تكون أشد تعقيدا من الموقف اليوم، وهذا سيفتح الباب أمام الكثير من اللاعبين وأمام أنواع مختلفة من التحركات والتصرفات وليس فقط الدعم العسكري وإنما أيضا الدعم الدبلوماسي.

دور المجتمع الدولي

* ما الذي يجب على المجتمع الدولي عمله من أجل التخفيف من حدة الفوضى الناتجة عن انهيار الدولة السورية أو بعد سقوط الأسد؟

- لا أعرف، فما فعله المجتمع الدولي حتى الآن للتعامل مع الأزمة السورية غير فعال، لنكن صرحاء تماما هنا، السوريون هم الذين يوجهون الأحداث الدائرة في بلادهم حاليا بدرجة كبيرة للغاية وبمساعدة محدودة للغاية من المجتمع الدولي. الأمم المتحدة تعاني من الشلل التام منذ العام الماضي والآليات يكتبها السوريون أنفسهم واللاعبون الإقليميون.

الولايات المتحدة همشت نفسها بشدة في الأزمة السورية وربما تم ذلك بصورة متعمدة. والأوربيون لم يحاولوا أن يكون لهم نفوذ أكثر من الولايات المتحدة. مرة أخرى فالآليات المحددة للأزمة السورية في أيدي السوريين أنفسهم واللاعبين الإقليميين. المجتمع الدولي فشل بدرجة كبيرة في إيجاد موطئ قدم له هناك حتى الآن.

نقلا عن موقع (مجلس العلاقات الخارجية)

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة