ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 09/08/2012 Issue 14560 14560 الخميس 21 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

      

على الرغم من أن العربية واجهت في ماضيها تحديات نجحت في التغلب عليها، تواجه في العصر الحاضر تحديات شرسة بسبب غلبة المصالح المادية والتأثير الإعلامي والتبشير بأن اللغة الإنجليزية لغة عالمية.

وليست الإنجليزية عالمية في استعمال الشعوب؛ بل هي لغة الاتصال العالمي بلا منازع، وبهذا يرى أستاذنا أنّ الحاجة إليها إنما هي اتصالية فقط، فهي تعني بعض أفراد المجتمع لا كلهم، ويرى أن التحدي الذي يواجه اللغة العربية يخلقه المجتمع العربي نفسه، ويتجلى ذلك في المبالغة في أهمية اللغة الإنجليزية والتوهم بارتباط التقدم بإتقان هذه اللغة والتخاطب بها بين أفراد المجتمع، ويفهم من قوله أننا نسعى بوعي أو من غير وعي إلى أن نبدل بلغتنا لغة أخرى، ويضرب أمثلة متعددة لهذه الهجنة التي تسللت إلى لغة الخطاب اليومي، ومنها ألفاظ حضارية اجتلبت مع منتجات التقنية المستهلكة، وعلى الرغم من وجود ألفاظ عربية تغني عنها وتسد مسدها تركت الكلمات العربيات واستعمل الإجنبي لا لشيء سوى ولعهم به، وتوهمهم الرقي والثقافة حين تلوك ألسنتهم تلك الألفاظ وحين يطرزون بها كلامهم. ومن مظاهر ذلك الاستلاب مجاهرة المحلات والشركات بكتابة لافتاتها باللغة الأجنبية، بل إن معاملاتها ومخاطباتها للعرب وغيرهم بتلك اللغة الأجنبية، ومن إحكام السيطرة أن اشترطت إجادة اللغة الإنجليزية للعمل وهو أمر حال دون عمل المواطن أو أجبره على تعلم لغة غير لغته ليعمل في وطنه. وما ذكره أستاذنا شهدته أنا حين تقدم ابني للعمل في مكتب عقاري أعلن عن وظائف للشباب وكان من شروط العمل أن يجيد المتقدم اللغة الإنجليزية.

وكان أن فتح هذا الشرط باب استقدام العمالة الخارجية لتختل بهذا التركيبة السكانية ولتحدث أزمة لغوية؛ إذ على المواطن أن يجد طريقه للتفاهم مع غير العرب إما بالإنجليزية وإما بعربية مكسرة كانت نتيجة محاولة الغرباء تحدث العربية.

وكان من أثر تضخيم الإعلام لأهمية الإنجليزية أن دعي إلى تعليمها للأطفال، وهو أمر يشبه تتريك التعليم أيام العثمانيين أو النجلزة والفرنسة أيام الاستعمار الأوربي، والفرق بين الحالين أنا نفعله الآن بأنفسنا منقادين.

وانتقل أستاذنا إلى بيان أثر البعد الاجتماعي للغة التعليم وإن تكن علمية؛ إذ لها خلفية ثقافية قد لا يدركها المتعلم، وبيّن أن اللغة القومية أفضل لغة يتلقى بها الإنسان علومه، مؤيدًا هذا بما جاء في دراسات مختلفة أظهرت نتائجها أن فهم الطلاب للعلوم قد اختل بسبب تعلمهم بغير لغتهم القومية، ولفت الانتباه إلى أن الدول المتقدمة لا تعلم بغير لغاتها، وبيّن أن الإبداع والمشاركة في صنع الحضارة لا يكون بتقديس الإنجليزية بل بتوطين العلوم والتقنية وتعريبها. وانتهى إلى أن الاعتزاز بالعربية لا يكون بالكلام بل بالعمل الجاد من إحلالها محلها من نفوس الصغار والكبار وجعلها لغة العمل والصناعة والتجارة، وهذا لا ينفي أهمية الإنجليزية بل يضعها موضعها الصحيح الذي لا يجور على اللغة القومية. وأما منتجات العولمة فيمكن أن تستغل بذكاء لخدمة العربية وتمكينها. وختم الأستاذ ببشارة مستفادة من بحث ياباني بيّنت أن العربية من أكثر اللغات وضوحًا صوتيًا في الحاسوب، هكذا فقد نزل القرآن {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ}.

 

مداخلات لغوية
قراءة في كتاب اللغة العربية في عصر العولمة(2)
أبو أوس إبراهيم الشمسان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة