ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 10/08/2012 Issue 14561 14561 الجمعة 22 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

جدد حياتك

 

بأقلامهم
مدرسة الصبر

رجوع

 

وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ نداء رباني يحيي القلوب الحزينة ويشعل بوراق الأمل في الأرواح الموجعة أنه الصبر فلولاه لما طاقت النفوس البلاء وضجت الأرواح من العناء فكم زرع الصبر في النفوس بشارة الأمل ومواسم الفرح, فانظر كيف صبر الخليل على النار فكانت البرد والسلام، وصبر يعقوب على الفراق فارتد له البصر ولمّ الله له الشمل، وصبر أيوب فناداه البشير (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ)، وصبر سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم فحقت له الشفاعة والمقام المحمود، وصبرت الطاهرة عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك فأبرأها الله.. والمتتبع لقصة يوسف عليه السلام يجد أن الصبر هو البطل لتلك القصة فقد صبر يوسف على فظاظة إخوته وصبر على ظلمة البئر ووحشته وصبر على البيع كالعبيد وصبر على افتراء امرأة العزيز وصبر على السجن ووحدته وكانت النهاية كما تنتهي أجمل القصص وأروعها مفاجآت مفرحة واحدة تلو الأخرى.

وفي شهر الخير رمضان تتجلى عظمة الصبر جاء رمضان لهذه الأمة ليرفع مقدارها بين الأمم، ليجعلها أمة تتعالى على حطام الدنيا من خلال تطهير القلوب وتهذيب السلوك ولن تصل لذلك إلا من بوابة الصبر، ومن أعطي الصبر فقد أعطي الخير كله، فهو سر عجيب وأساس رفعة الإنسان وتميزه، فلا عجب أن يكون أجره كما قال جل وعلا إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ وفي ذلك قال الإمام الغزالي (إذا رأيت الله يحبس عنك الدنيا ويكثر عليك الشدائد والبلوى فاعلم أنك عزيز عنده وأنك عنده بمكان وأنه يسلك بك طريق أوليائه وأصفيائه وأنه يراك أما تسمع قوله تعالى وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا .

قارئي العزيز إذا عظم بك البلاء، وكثرت بك النوازل واسود ليلك فيمم وجهك تلقاء الصبر وضع محملك عليه وسر على بركة الله فسيبارك لك المسير وتحمد العاقبة، ويحلو المرٌ ويصفو الكدر ويهدأ القلب وتسكن النفس وعندها فقط ستعلم بأن المحنة ما كانت إلا لتسمو الروح وتسبح في فضاء الرضا لله بقضائه.

هناء أحمد العضيدان

Algat99@hotmail.com
 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة