ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 10/08/2012 Issue 14561 14561 الجمعة 22 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

ستيك البقر «وهي غلطة»!
حسناء محمد

رجوع

 

أحيانا ما يسوق لنا القدر أمورا عجيبة وحين نقع بها نقول لو أننا فعلنا كذا لما كان كذا، فحذر كل الحذر عن قول ذلك «فلن يقدم شيئا ولن يؤخر»

وعش حياتك كما هي.. هذه ليست مقدمة لهذا المقال بل هي قصة ذهابي لشراء ستيك بقر وخوض تجربة طبخه، لا أعلم لم انتابني وقتها شعور غريب، وكأن غزوا فضائيا سيدخل مطبخي حالما أبدأ في طبخه، ولكني وكعادتي في حب الاكتشاف والمجازفة لم أصغ لذلك الصوت الداخلي!

لدينا بهذه الحياة طريقان أحدهما سالك سهل وهو أن تبقى محتاطا نمطيا ومملا

«تمشي بجنب الحيط» وتتمثل بقول «الباب اللي يجيك منه الريح..»

وطريق آخر محفوف بالمخاطر، يحتاج لجرأة وروح مفعمة بالحياة متحملة لنتائج..

فالطريق الأول، قد لا يتعبك ولا يضنيك غير أن في نهايته تكتشف أنك كنت ميت وأنت حي، وبالطريق الآخر دائما ما تأخذ على رأسك ولكنك تشعر بقيمة ولذة ذلك.. وبالأخير « كل ميسر لما خلق له».. «لا تسمعوا لفلسفتي دائما»

نعود أدراجنا لستيك البقر «لا أعلم لم ربطته بغناء أم كلثوم وهي غلطة ومش حتعود ولو أن الشوق موجود وحنيني إليك موجود.. أهي غلطة!

اصطحبت ذلك الستيك معي، وارتديت مريلة المطبخ وأوصدت النوافذ غير مروحة التهوية التي كانت تستعد لحالة اختناق طارئة، والمصيبة الكبرى أنني كنت واثقة من نفسي» حتى تخيلت أني سأتفوق على خبرة منال العالم ..!

لا بأس فمن الجيد منح الثقة المطلقة للذات أحيانا.. انتبهوا أقول أحيانا!

وبدأت في تلك العملية السرية والتي كنت أعتقد أن نتائجها ستكون مدهشة لحد الفخر، وجهزت صحن التقديم بالورد والشموع احتفالا بهذا الإنجاز العظيم، والذي بدا فيه وجه البقر أقصد الستيك أشد سوادا من ليل لم ير القمر!!

حسنا، أين المشكلة، فما زلت في بداياتي مع مطبخي الصغير وحلمي الصغير وعالمي المحفوف بالأماني الكبيرة والقيم العظيمة التي كنت أؤمن أنها هي الأساس وما عداه من هفوات لن تكون سوى تجارب جميلة ومضحكة، ولكن الغريب، هو تلك التصرفات الدخيلة الطارئة عليك وهي ليست منك، ولا من خلقك ولا من أصلك ولا.. ولا من شيء.. غير القدر.

وآه لو تعلمون ما حل بي بعدها فمنذ ذاك وأنا أقع في المشاكل الواحدة تلو الأخرى، وأفقت من الحلم الصغير على صوت شعبان عبد الرحيم وهو يغني أنا بكره إسرائيل، وضاع صوت الست الجميل بالزحمة..! هل تعتقدون أن الستيك له دخل بالموضوع «ربما».

في أمان الله.

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة