ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 11/08/2012 Issue 14562 14562 السبت 23 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

مرة أخرى؛ هي ما نسميه بـ «الخصوصية السعودية»!! فللسعودية «خصوصيات» كثيرة وليس «خصوصية» واحدة. وسواء أعجبتنا هذه الخصوصيات أو لم تعجبنا فهي باقية معنا لزمنٍ قد يطول أو يقصر إلى أن يفعل الزمن فعله الأزلي في تغيير المفاهيم الاجتماعية بالطريقة التي تعمل بها عوامل التعرية فتغيِّر كل شيء حتى الصخور والجبال الراسخات.

بعض هذه الخصوصيات، لحسن الحظ، قد نستطيع التعامل معها بمجرد أن نكتشف سلبياتها فلا نتركها للزمن، وهي قد لا تحتاج إلا إلى قرار يوقعه صاحب الصلاحية الرسمية فينتهي الموضوع.

أذكر أن مدرس النحو قال لنا في الصف ذات مرة إن «أل» التعريف تدخل عندكم على أسماء الأعلام الأشخاص، وهذه خصوصية سعودية خليجية، كما قال! ولا أعرف إن كانت معلومة المدرس صحيحة أم لا، لكنني تذكرتها حين قرأت التحقيق الصحفي المؤثر الذي نشرته جريدة «الحياة» مؤخراً عن معاناة الأيتام من أصحاب الظروف الاجتماعية الخاصة عندما يخرجون إلى المجتمع ويكتشفون أن الأسماء التي أعطيت لهم عندما كانوا أطفالاً في دور الحضانة الاجتماعية تبدو مختلفة عن السائد لدى بعض أفراد المجتمع الذي يعيشون فيه، فتضع الكثير من العراقيل والحواجز في وجوههم.

ويبدو أن هذه الأسماء، كما جاء في التحقيق، كانت تُعطى لهم من قِبَلْ موظفين غير سعوديين، أو لأسباب أخرى غير مقبولة في الوقت الحاضر. وكان من ضمن مطالب الأيتام أن يُضاف «أل» التعريف إلى أسمائهم الأخيرة لكي يتفادون الحرج الذي يقعون فيه أثناء تعاملاتهم مع بعض أفراد المجتمع.

طلب صغير، ولكنه يحل - فيما يبدو - مشكلة كبيرة يواجهها هؤلاء المواطنون الذين قست عليهم الحياة منذ اللحظة التي رأت أعينهم فيها النور دون ذنبٍ جنوه.

من حق هذه الفئة العزيزة أن تحصل من المجتمع على المساندة لمواجهة أعباء الحياة والاندماج التام في المجتمع. ومن المؤلم أن تكون هناك مشكلات بمثل هذا الحجم بينما حلها بمثل هذه السهولة؛ مجرد إدخال «أل» التعريف على الاسم الأخير. ومن المؤكد أن هذه واحدة من الصعوبات الكثيرة التي يواجهها الأيتام في معركتهم مع الحياة حيث لا سند عائلي ولا صلات قربى إلا في أضيق الحدود.

إن مساندة الأيتام والوقوف إلى جانبهم واجبٌ ديني وإنساني، ويجب أن لا نخذلهم أبداً في كل ما يحتاجون إليه؛ وهذا أقل تعويض عن معاناتهم. ولا ننسى جهود الجمعيات الخيرية المهتمة بشؤون الأيتام مثل الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام (إنسان) وغيرها من الجمعيات، وكذلك الوكالة والإدارات المختصة بوزارة الشؤون الاجتماعية وفروعها بمناطق المملكة، ولكننا نطالب الوزارة بالمزيد؛ ولتكن البداية من «أل» التعريف.

alhumaidak@gmail.com
ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض
 

على وجه التحديد
لا تبخلوا عليهم بـ «أل» التعريف
عبدالواحد الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة