ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 11/08/2012 Issue 14562 14562 السبت 23 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

أستمتع كثيراً بمشاهدة حلقات مسلسل الفاروق، وعلى الرغم من بعض الملاحظات الوثائقية والتقنية التي أشار إليها كثير من النقاد، إلا أن العمل جبار بكل المقاييس، إذا أخذنا في الاعتبار الصعوبات التي واجهها منتجو العمل، وليس أقلها ذلك الهجوم الكاسح من خلال الإعلام الجديد، ومع ذلك فقد تم عرض العمل، ولا يراودني شك أن أكثر المتحمسين لمشاهدته، والتعليق على أحداثه هم المعارضون له!، تماما كما كان الحال مع مسلسل طاش، وغيره من الأعمال التي تثير جدلا لا ينتهي، ومن الطرائف أن أحد الزملاء كان معارضا بشدة لعرض العمل، لكني فوجئت به ذات ليلة - وأنا أنتقد أداء أحد ممثلي المسلسل - يعارض رأيي، ويصر على أن أداءه كان رائعا!، ثم بعدها استدرك قائلا إنه رأى تلك الحلقة فقط وبالصدفة، فيا سبحان الله.

إن أكثر ما يثير انتباهي في مسلسل الفاروق هو تلك الروح الجهادية لصحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم، فقد كانوا يتسابقون إلى ذلك، وكان سيدنا عمر في أحد المشاهد حزينا لأن أبا بكر طلب منه البقاء معه في المدينة، ومنعه من الخروج مع المجاهدين بقيادة خالد بن الوليد، وكان عزاء سيدنا عمر هو أن ابنه وفلذة كبده عبد الله خرج مع المجاهدين، وهذا يجعلني أتوقف كثيرا، وأقارن بين أولئك الصحابة الأخيار، وبين بعض دعاة الفضائيات لدينا الذين لا يتوانون في الحديث عن الجهاد، والحث عليه، لكنهم لم يجاهدوا يوما، ولم يجاهد أي من أبنائهم، ولا أظنهــم سيفعلون، فمـا الذي يزعجني ويزعج غيري من هذا؟

مـا يزعجنا هـــو أنهـم بفعلهم هذا يحثون غيرهم على الجهاد، وبالتالي يستجيب لهم بعض الشباب المتحمس، وقد خسرنا كثيرا من شبابنا بالقتل، أو السجن في معظم مناطق الصراعات حول العالم، ومعظمها صراعات سياسية داخلية، لا ناقة لهم فيها ولا جمل، ومن يتابع يعلم أن هناك الكثير من الأسر التي غرر مجاهدو الفضائيات بأبنائها، وهي أسر تعيش أوضاعا مأساوية نتيجة لهذا التحريض المستمر الذي يبدو أنه لن يتوقف، كما لاحظنا مؤخرا أن بعض الإخوة السوريين - المقيمين بين ظهرانينا منذ عقود هم وأسرهم - يحثون غيرهم على الجهاد!، ولا ندري لماذا لا يذهبون هم إلى الجهاد، أو على الأقل يرسلون أبناءهم، فالقضية تخصهم، وتخص مستقبلهم، وهذا بالنسبة لي أمر غير مفهوم، إذ يبدو أنهم ينتظرون انقضاء الثورة، ليعودوا، ويشاركوا في قطف ثمرتها، كما فعل إخوة لهم في تونس ومصر، وهذا في تقديري هو الواقع، فالله المستعان على أي حال.

فاصلة:

«من الأفضل أن تصمت ويظن الناس أنك غبي على أن تتحدث وتثبت تلك الظنون». إبراهام لينكولن.

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2
 

بعد آخر
الجهاد الفضائي!
د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة