ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 12/08/2012 Issue 14563 14563 الأحد 24 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لا جدوى من البكاء على الأطـلال، فأيديولوجية تنظيم القاعدة لم تكن يوما ما، - سوى - ترجمة حقيقية للغة العنف، والقتل، وسفك الدماء باسم الدين الإسلامي، وهو منه بريء، فتدفقت فلول الإرهاب، وأقبلت قطعان التكفيريين من كل حدب، وصوب. وتمثل الصراع الأصولي في العداء للآخر، وضرورة القضاء عليه معنويا بتكفيره، وماديا بقتله، وذلك في ظل الأزمة الأخلاقية التي يعيشها النظام الدولي، - إضافة - إلى الانتقائية في تطبيق مبادئ الشرعية الدولية، وتوظيفها سياسيا.

الاستنفار الفكري لا غنى عنه في مواجهة الفكر الإرهابي، وهو ما أثبت جدواه بعد أحداث - الحادي عشر من سبتمبر -، - باعتبار - أن المنهج الحواري يمثل ركيزتنا الوحيدة؛ للانطلاق نحو المستقبل، فتراجعت جماعات العنف في ظل وجود مدارس فكرية وسطية، وفتح المجال أمام طرح مبادرات الحوار؛ لتكون خطا فاصلا من التفاعل بين حضارة الغرب، وحضارة الإسلام، - لا سيما - وأن أوجه الخلاف بينهما، أقل بكثير من أوجه الاتفاق.

- قبل أيام - أطلقت حملة “السكينة” التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية، والأوقاف، والدعوة، والإرشاد، نافذة خاصة تُعنى بالسياسة الشرعية للأقليات المسلمة، وتهدف إلى توعيتهم بالمفاهيم الإسلامية الصحيحة تجاه التعايش الإيجابي، والالتزام بالعهود، والمواثيق، ونبذ العنف، والأفكار المنحرفة التي يبثها المتطرفون عبر الإنترنت؛ لتضع النقاط فوق الحروف، في التدليل على انحسار التعاطف الشعبي مع تنظيم القاعدة، وتراجع الفكر الإرهابي، وانتصار المنهج الإسلام الوسطي، ومبادئ الدين الحنيف.

وتوضيحا لما سبق، فإن انحسار الفكر الإرهابي عندما لا يجد بيئة حاضنة له، أو على الأقل متعاطفة معه، فإن النفسية المنحرفة لن تكون قادرة على إنتاج عمل إرهابي، - خصوصا - وأن لا سند لتلك العمليات الإجرامية في مرجعيتنا الدينية، والثقافية، والحضارية.

ستظل الذاكرة تحتفظ بألم تلك المرحلة؛ لنستقي منها العبر، والدروس، ومن أهمها: التعرية الكاملة لفكر تنظيم القاعدة؛ لإنقاذ المغرر بهم، وكسبهم بعد إقناعهم، وذلك من خلال سياسة “المصالحة”، وفتح الباب للعودة إلى جادة الصواب، مستغلين فقدان رموز تنظيم القاعدة، إما قتلا، أو سجنا، أو تراجعا، وهو ما أكده رئيس حملة “السكينة” - الدكتور - عبد المنعم المشوح، عندما قال: “تعيش تلك المواقع أسوأ مراحلها، إذ فقدت ألقها، وبريقها العلمي، وتكشّف للمريدين، والزائرين أنها مواقع ذات توجهات مشوّشة، ولا تخدم الإسلام، وبعيدة عن المنهج الشرعي الصحيح في التعامل مع الأحداث، والنوازل”.

يسعدني أن أختم مقالي هذا، بالتأكيد على أن: إشكالية العلاقة بين عالم الإرهاب، وعالم الإنترنت، مثّل نقطة تاريخية؛ لميلاد هذا الفكر المنحرف، - سواء - بين حوامله، أو ثقافته. كما أنه أشعل فتيل الفتنة في هذا الفضاء الافتراضي؛ مما استدعي خيار التواصل الحرّ مع هذه الفئة، - شريطة - أن يكون بعيدا عن كل أشكال الإكراه؛ من أجل تعريفهم بالملاحظات الشرعية على فكر تنظيم القاعدة، وأساليب انتشاره، وسبل الوقاية منه. ومثل هذه النتيجة، لن نستفيد منها أكثر إلا عن طريق الحوار، والتواصل، - كونه - واقعيا، ودون إقصاء، أو تهميش.

drsasq@gmail.com
 

المواجهة الفكرية.. تلجم مواقع الإرهابيين !
د.سعد بن عبدالقادر القويعي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة