ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 12/08/2012 Issue 14563 14563 الأحد 24 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

أهمية مبادرة خادم الحرمين الشريفين في إنهاء الصراع السوري
عبدالله محمد القاق

رجوع

 

المبادرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لعقد اجتماع لقادة دول منظمة التعاون الإسلامي السبعة والخمسين في مكة يومي الرابع عشر والخامس عشر تهدف إلى تعزيز التضامن الإسلامي والعمل على جمع كلمة المسلمين وحل خلافاتهم وخاصة الأوضاع المتدهورة في سورية التي مضى عليها حوالي تسعة شهرا، كما تؤكد أن المملكة بعمقها الاستراتيجي ومكانتها الدينية في قلوب المسلمين تمثل حصنا لهم في حل قضاياهم وإنهاء خلافاتهم ووحدة كلمتهم.

ولعل استجابة قادة الدول الإسلامية لحضور الاجتماعات في مكة تمثل استجابة لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود التي سيتمخض عنها قرارات ستكون عملية وجادة لمعالجة الوضع السوري بشكل خاص إضافة إلى كثير من القضايا الملحة لأنها تجيء من المنطلقات العظيمة التي قامت عليها المملكة في اتخاذ الإسلام عقيدة وشريعة ومنهج حياة.

ومن هذا المنطلق جاءت رؤية المملكة للتضامن الإسلامي منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - موحد هذا البلد الإسلامي الكبير - وراعي التضامن الإسلامي الذي اهتم بكل ما من شأنه وحدة المسلمين وجمع كلمتهم وتوطيد العلاقة الإسلامية فيما بينهم تحقيقا لقوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى) وقوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا).

لقد جاءت تحركات المملكة كما يقول المحلل السياسي عبد العزيز بن صقر من أجل الحفاظ على وحدة الشعب السوري وسلامته، وسيادته، فحين بدأت المواجهات الأولية في درعا، أدركت القيادة السعودية أن هذه المواجهات على الرغم من بساطتها وعزلتها عن باقي أرجاء البلاد، فإنها قد تشكل الشرارة الأولى لانفجار كبير نظرا لطبيعة الوضع المتوتر في سورية.

لقد دعت القيادة السعودية من بداية الأزمة إلى وجوب التصرف بسرعة وبحكمة للتعامل مع المطالب البسيطة التي طرحها المحتجون، وكان في حينها أقصى ما يمكن أن تقوم به القيادة السعودية هو تقديم النصيحة للقيادة السورية بأن تلتزم بالحكمة في التعامل مع الأحداث، وجاء ذلك ليس تعاطفا مع النظام بل خوفا من المحنة التي قد يواجهها الشعب السوري. لذا فإن الآلية الأولى التي تبنتها القيادة السعودية كانت وسيلة الاتصال المباشر، وفي هذا المجال لم تترك قيادة المملكة بابا إلا وطرقته، فقد تم إرسال مسؤولين سعوديين إلى دمشق بصفة رسمية وغير رسمية للحديث مع القيادات السورية، وانتهى المطاف بسلسلة من الاتصالات التليفونية التي أجراها خادم الحرمين الشريفين للحديث مع الرئيس السوري بشار الأسد لتقديم النصيحة بضرورة التحرك السريع للتعامل مع الاحتجاجات الشعبية بوسائل مجدية، مع تبني إصلاح يرضي طموحات الشعب السوري، مع تجنب الاستهانة بخطورة الموقف...

ويتوقع السياسيون في أحاديثهم أن تكتب هذه القمة الاستثنائية التي يشارك فيها الملك عبد الله الثاني ملك الأردن صفحة مجيدة من التاريخ الإسلامي الحديث وإحياء روح الأخوة الإسلامية ونصرة قضايا المسلمين في كل مكان ، وتوحيد صفوفهم في هذا الوقت الدقيق وسط المتغيرات المتلاحقة لمواجهة المخاطر التي ألمّتْ بالأمة الإسلامية من احتمالات التجزئة والفتنة في الوقت الذي تحتاج فيه إلى وحدة الصف واجتماع الكلمة خاصة ان هذا المؤتمر يعدّ لبنةً صالحةً في استنهاض همم الأمة وقيادتها، وخريطة طريق تضع الأمة على سبيل النهج الصحيح والعمل الدؤوب السليم الذي ينتشلها من أزماتها ويخرجها من مآسيها في تتويج بشرف الزمان وشرف المكان وشرف المناسبة وليس هذا بمستغرب على نهج المملكة، فقد دأبت منذ عهد المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - على تحسس آلام الأمة وآمالها ورعاية قضاياها، فقد دعا الملك عبد العزيز إلى مؤتمر التضامن الإسلامي بمكة المكرمة عام 1346هـ، وها هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يجدد هذه الدعوة المباركة إحساسا منه بحاجة الأمة إليه حاجة ماسة، حيث إن الأمة تعلق على هذا المؤتمر العظيم الآمال العريضة والطموحات الكبيرة، وإن أعناقها لتشرئب نحو نتائجه المطمئنة وقراراته الصائبة وتوصياته الموفقة.

وقد لوحظ أن تزامن هذه الدعوة المباركة في هذا الشهر الكريم قد مهدت له حملة وطنية لجمع التبرعات لنصرة أشقائنا في سورية وهذا موقف كريم أغر من مواقف الإحسان والبر والتآزر والتلاحم بين المسلمين.وقد وصلت هذه المساعدات للأردن وأشرف سفير خادم الحرمين الشريفين في عمان بتوزيعها على اللاجئين السوريين في المفرق وسط تهليل وتقدير كبيرين لخادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي الكريم.

وهذه الدعوة لخادم الحرمين الشريفين في هذا الظرف الخاص والصعب، تؤكد أن خادم الحرمين ينظر بقلق إلى ما آلت إليه الأمور في عالمنا المسلم ويحس بمعاناتها ، ويتطلع إلى إيجاد الحلول المنطقية العاجلة لإصلاح شأن المسلمين في أوطانهم ومجتمعاتهم ، وخاصة الأوضاع المؤلمة في سورية والعودة للأخذ بأسباب الوحدة في الصف والكلمة للوقوف بقوة أمام التيارات التي تسعى جاهدة لهدم ما تم بناؤه عبر عشرات السنين ، ولصد كل المحاولات التي ما زالت تسعى لبث الفرقة والخلاف والاختلاف..

والواقع «إننا نتألم حيث إننا نرى الأماكن التي تشهد قلاقل واضطرابات على مستوى العالم أكثرها مناطق إسلامية من أفغانستان شرقاً إلى الدول الإسلامية في إفريقيا غرباً، هذا فضلاً عن ما يشهده الشعب السوري من قصف وتدمير وما تشهده فلسطين وشعبها من احتلال غاشم للأراضي الفلسطينية من العدو الصهيوني.

الأمل كبير في أن يحقق هذا المؤتمر الذي يختتم أعماله الأربعاء ثماراً يانعة وفق رؤية خادم الحرمين الشريفين الثاقبة التي تهدف إلى خدمة الإسلام والمسلمين وجمع شمل الأمة وحقن دماء أبنائها في سورية وفي غيرها من دول العالم الإسلامي.

abdqaq@orange.jo
 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة