ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 12/08/2012 Issue 14563 14563 الأحد 24 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

ما أعظم مِنَّة الله سبحانه وتعالى علينا بما أنزل على خاتم أنبيائه ورسله عليه وعليهم الصلاة والسلام من هذا القرآن الكريم، ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه هدى للمتقين، إنها نعمة عظيمة أنعم الله بها علينا مصدراً لنور الحق والخير لا يخبو، وصارماً لهما لا ينبو، القرآن الذي يهدي للتي هي «أقوم»، وما أدراكم ما التي «أقوم»؟

إنها كلمة جامعة لكل ما استقام على طريق الحق من الأقوال والأفعال الدينية والدنيوية، ولنا أن نفتح أبواب عقولنا لنستوعب ما دلت عليه كلمة «أقوم» لنجد أمامنا آفاقاً فسيحة لمعاني الحق والخير ليس لها حدود.

لقد عشت مع القرآن أياماً مورقات بمعاني الحق والخير والعدل والحب والإيمان وسعادة القلب وصفاء الروح حينما كنت أُعدُّ لبرنامجي التلفازي الذي يعرض يومياً في رمضان في القناة الثقافية السعودية بعنوان «هذا هو القرآن»، وخرجت من تلك الفترة وكأنني خرجت من بستان مورق الأغصان، يانع الثمار، صافي الأنهار، إلى أرض يباب يتلاعب فيها بعيوننا السراب، وكأنني هبطت من قمة يلتفُّ على هامتها السحاب، إلى وادٍ سحيق تتعاوى فيه الذئاب، وتتنابح الكلاب.

«القرآن» زاد القلوب، ومرشد العقول، وغذاء الأرواح، من تركه - كما قال عليٌّ رضي الله عنه - من جبَّار قَصَمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضلَّه الله، ومن حكم به عَدَل.. إلى آخر ذلك الوصف البلاغي البديع الذي ورد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

رجعت في تلك الفترة إلى عددٍ من كتب التفسير قديمها وحديثها وهي كثيرة، ومادتها غزيرة، ومع هذا فقد اهتدى كل كاتب إلى معانٍ جديدة في القرآن لم يهتد إليها غيره، يستوي في ذلك المتقدِّمون والمتأخِّرون، بل إنَّ بعض المتأخرين المعاصرين اهتدى إلى معانٍ لم تخطر لمن سبق من المفسرين على بال، لاسيما بعد أن منَّ الله على الناس بفتح أبواب الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.

مما قاله عليٌّ رضي الله عنه في وصف القرآن «ولا يخْلقُ عن كثرة الرَّدِّ» ومعنى الجملة أن القرآن لا تبلى ألفاظه ومعانيه مع كثرة ما تُتلى آياته وتُردد منذ أُنزل على رسولنا صلى الله عليه وسلم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهي معجزةٌ في القرآن الكريم، لأنَّه ما من كلام بليغ على وجه الأرض يحتفظ بتجدد ألفاظه ومعانيه مهما كرر القارئ قراءته غير القرآن الكريم.

«القرآن» الذي استوعبه رسول الله صلى الله عليه وسلم من جبريل كاملاً غير منقوص، ونقله إلى أمته تلاوة وتفسيراً وتطبيقاً كاملاً غير منقوص، هو المنهج المستقيم الذي لا غنى للأمة المسلمة عنه، ولا حياة لها بدونه، أعني حياة الاستقرار والعزة والكرامة، وليس حياة الاضطراب والذِّلة والمهانة.

إشارة:

ما أحوجنا إلى عودةٍ صادقة لتدبر القرآن وتأمله في بيوتنا ومساجدنا ومدارسنا!!

 

دفق قلم
القرآن
د. عبد الرحمن بن صالح العشماوي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة