ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 13/08/2012 Issue 14564 14564 الأثنين 25 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لتسمية الأمين دلالة لا تخفى على كل عاقل من مسؤولية وثقة وضعتها القيادة في شخص الأمين.. وإذ أبارك لأمين منطقة الرياض على تعيينه في هذا المنصب الحساس، أدعو الله تعالى لكل من يتسلم هكذا مهمة تمس حياة الناس مباشرة، خدماتهم، مرافقهم،

شوارعهم وميادينهم، أن يمنحه الرؤية البعيدة وحسن التدبير وكل ما يجعله أهلاً لحمل مسمى هذه الوظيفة. عندما أتحدث عن مدينة الرياض فإني آخذها مثلاً ولأني أقيم فيها وإلا كثير من مدننا لديها ما تشكو منه، لكني سأتطرق هنا إلى مسألة لها تأثيرها البيئي والصحي بل والنفسي على سكان المملكة والرياض خصوصاً. لا أحب التشكي وتناول الأمور دون إنصاف أو تحقق، فما بذل وتحقق من مشروعات من قبل الهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض وافتتاح الساحات البلدية يبعث على الارتياح ويستحق الإشادة وآثار ذلك بدأت وستظهر أكثر مستقبلاً. ولأن مهمة الصحافة الحقيقية الإشادة بأي إنجاز وبكل ما هو إيجابي، والتنبيه ولفت الأنظار لكل ما هو سلبي أو لأي وجه من أوجه الفساد. لذا أتمنى على أمين منطقة الرياض أن تكون من أولوياته إعادة النظر في مسألة (التنخيل) وأقصد بها عشرات أو مئات الآلاف من النخل الذي يتوسط شوارعنا دون أن نرى (تشجيراً) نحن بأمس الحاجة إليه للتخفيف من وطأة الخرسانة في المباني التي لا تشبهنا ورمادية الأرصفة وسواد الإسفلت. سكان الرياض يا معالي الأمين يريدون اللون الأخضر، وكفى نخلاً، والذي تحول بفعل عادم السيارات إلى اللون الرصاصي فلم يقدم للناس خضرة ومنظراً يبعث على الراحة والهدوء ويخفف من هجير التصحر الجغرافي والنفسي، لأن طريقة غرسه على الأرصفة الوسطى للشوارع وبشكل متقارب وبالمئات وترك الساحات والأرصفة الجانبية دون أشجار خضراء تعطي أكسجين وخضرة وظلال أكثر مما تعطيه النخيل، فان كل ذلك خلق لدينا تصحراً فوق التصحر.. وهذا بالمناسبة خطاب مفتوح قطعاً لست الوحيد الذي أوجهه ولا هو بالجديد، وإذ أتوجه به إلى أمين منطقة الرياض فمنه نسخة مع التحية إلى أمين منطقة حائل، المدينة، رفحة، نجران وإلى كل من ائتمنه الله على حياة الناس في كل مدينة. وإن كانت مسألة نقص المياه عقبة تقف أمام تكثيف التشجير فإني أذكر معالي الأمين بما قامت به الأمانة منذ سنوات قليلة بتصريف الكميات الهائلة من المياه السطحية في أحياء عديدة من شمال الرياض، ألم يكن من الأجدى توكيل هذه المهمة إلى الأشجار..؟ على اختلاف أنواعها، وتعدد أشكالها فتخفف من هجير شوارعنا ومياديننا بل وتمتص تلوثها وحتى ضجيجها والذي كل ذلك بات يضغط على أعصابنا ويبعث على الاكتئاب بل ويجعل عيادات الأمراض الصدرية والتنفسية والنفسية أيضاً تزدحم بالبشر!. وإن كانت مثل هذه المسألة الحيوية ولخطيرة معقدة وصعبة التحقيق إلى هذه الدرجة فلنوكلها إلى شركات عالمية عريقة ومتخصصة بدل مؤسسات تجمع عمالتها من الشوارع وتتعلم الصنعة في شوارعنا. أرجو من القراء الكرام ألا يسيئوا فهمي فيظنوا أني أجهل منزلة هذه الشجرة المباركة إن كان في حضارتنا الإسلامية أو رمزيتها الوطنية، لكني أدعو إلى رفع الإساءة عنها بهذا الشكل وتوظيف قيمتها بشكل حضاري في مياديننا وشوارعنا وحسن توزيعها وتنسيقها.. أبارك للأمين هذه الثقة وأدعو الله له ولكل أمين في كل مدينة بالتوفيق والرشاد وأقول لهم مع صافي الود نريد تشجيراً.. نريد تشجيراً.. وتقبل الله صيامكم.

omar800@hotmail.com
 

وقفة
إلى الأمين
عمر إبراهيم الرشيد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة