ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 13/08/2012 Issue 14564 14564 الأثنين 25 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

 

هوسنا غير السليم بالفوز

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بقلم - طوني شوارتز:

من المستحيل ألا نقدّر الانضباط والكياسة اللذين يظهرهما أبطال الألعاب الأولمبية في لندن. ولكن ثمة خطبٌ ما في تركيزهم الشديد على الفوز - واحترامنا الشديد لهم - يجعلني أشعر بعدم ارتياح كبير.

فلا يمكننا سوى الانزعاج عند خسارة أحد الرياضيين الأولمبيين على بعد خطوات من فوزه بميدالية ذهبية. ولكن، هل يجعلهم فشلهم هذا أقل استحقاقاً لتقديرنا؟ هل ثمة فارق فعليّ بين الفائزين والخاسرين؟

والحقيقة أنني لستُ من أشدّ المعجبين بتلك المباريات التي يتنافس فيها الأولاد ويحصل كل واحدٍ منهم في النهاية على ميدالية لمجرد حضوره. وكلّ ما أرغب فيه هو إظهار حدود ذهنية «الفائز يحصل على كل شيء» ليس ضمن إطار الألعاب الأولمبية فحسب، إنما في مختلف جوانب ثقافتنا.

ولنبدأ بالحدود التي يواجهها الفائزون أنفسهم، حيث إن مسيرة السعي من أجل تحقيق أي هدف مليء بالتحديات، عادةً ما تكون طويلة ومحفوفة بالصعوبات، غير أنّ متعة الانتصار تميل إلى الانحسار سريعاً. وكما يعلم كلّ مجازفٍ فيكم، ألم الخسارة يفوق متعة الفوز.

ولكنّ المشكلة أنه خلال تعريفنا للفوز، بالغنا في تحديد جوانبه الواعِدة، فدفعنا بالتالي الأطفال ممن يظهر لديهم بريق موهبةٍ خجول للتركيز على رياضةٍ واحدةٍ - والتضحية بأجسادهم - كي يتوّجوا في نهاية المطاف أبطالاً، وأخبرنا المراهقين أنّ مفتاح النجاح يكمن في الالتحاق بجامعة رائدة، رغم إمكانية ترددهم إلى مئات الجامعات الأخرى للحصول على تعليم جيد.

فكيف السبيل إلى إعادة تحديد ماهية الفوز بهدف إتاحة المزيد من الطرق لتحقيقه، وتحويله إلى إنجاز أكثر إرضاءً للذات؟ إليكم في ما يلي بعض الاقتراحات:

1. الفائزون هم أشخاص يستثمرون جهودهم ويدأبون ويسعون إلى تحسين مستوى ما يقومون به - سواء أفازوا أم لم يفوزوا.

2. لدى الفائزين أهداف، وهم مدركون تماماً أنّ الرضا الفعلي يتأتى عن التجارب اليومية باتجاه تحقيق هذه الأهداف.

3. الفائزون هم أشخاص لا يخشون الخسارة - بل يتعلمون وينمون بفضل خسارتهم.

4. الفائزون هم الذين يستخدمون مهاراتهم ليس من أجل تعزيز قيمتهم فحسب، بل من أجل إضفاء المزيد من القيمة على العالم - عرفاناً بالجميل.

وما يدركه الفائزون قبل أي شيء هو أن تحقيق الهدف الأخير لا يكمن في هزم خصم أو إثبات أي أمر للآخرين، إنما في استكشاف قدراتهم الخاصة بالكامل، بصرف النظر عن طبيعتها.

(طوني شوارتز هو رئيس «مشروع الطاقة» (The Energy Project) ورئيسه التنفيذي، ومؤلف كتاب «كن ممتازاً في أي أمر تقوم به» (Be Excellent at Anything).)

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة