ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 13/08/2012 Issue 14564 14564 الأثنين 25 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

وصلت الباخرة التي تقل عالم الفيزياء «آينشتاين» لمنطقة ريفية، وعندما نزل لأرض الميناء تفاجأ بوجود مجموعة كبيرة من السكان خرجوا لاستقباله بحفاوة وسعادة كبيرة. وكان من ضمنهم سيدات ريفيات تبدو عليهن البساطة, فتعجّب وسأل إحداهن: هل قرأتِ عن النظرية النسبية؟ قالت: أنا أميّة, ولكنني أعلم أنك قمت باكتشافات كبيرة خدمت العالم!..

في مجتمعنا يندر أن يُقدّر الروّاد والمبتكرون والأوائل.. إنْ لم يكن إنجازهم له علاقة بنا, بقبيلتنا أو طائفتنا أو مدينتنا. وإلاّ فوجود مبتكر أو متفوّق أو رائد, هو مدعاة للهجوم والتسقيط!. لأنّ استقلالية الفرد بإنجازاته أمر مستحدث ومستنكر في عُرف البعض. بينما المجتمعات المتحضّرة تماماً، تكفل للآخر حرية كاملة للنجاح بعيداً عن الانتماءات. الغريب في الأمر هو الموقف المتباين لغالبية المجتمع أمام نجاح أحد الأفراد وخسارته. فإذا تجاوزنا مرحلة التثبيط واللوم والتخويف من نتائج التجربة, وتخطّيناها للنتائج مباشرة, فإنّ نجاحه - بعد كل ذاك - سوف ينسب للقبيلة , وإذا خسر فعليه أن يتكبّد مرارتين: مرارة الخسارة ومرارة تقريع المجتمع وخذلانه!. حيث إنّ الغالبية تعامل المبتكر أو الرائد كما لو كان (صندوق استثمار بحماية رأس المال).

ماذا كان موقف المجتمع من خسارة الرياضية السعودية وجدان شهرخاني المشاركة في أولمبياد لندن ضمن رياضة الجودو؟.. رغم أنها الأصغر سناً (16 سنة) والأخف وزناً حيث يبلغ وزنها 80 تقريباً ويتراوح أوزان المتسابقات ما بين 85 و145 كيلوغراماً. ورغم أنها شاركت كهاوية ولم يسبق لها التنافس على أي صعيد عام, على العكس من منافستها التي تكبرها سناً (28) وتفوقها خبرة ( صاحبة ذهبية أمريكا الجنوبية). والسعودية الأخرى كذلك, «سارة عطار» التي حازت المرتبة الأخيرة في مجموعتها في سباق العدو 800م. متخلفة عن أقرب منافِساتها بنحو نصف دقيقة. والتي تغافل المجتمع عن أنّ مشاركتها لم تأت حصيلة نضج فني بل سابقة تشريفية للتاريخ.

هذا شاهد واقعي بسيط على ما أقول. ولست هنا أسلّط الضوء على مشاركة المرأة, إنما على موقف المجتمع من الروّاد والأوائل. فلو افترضنا أنهما لم تخسرا ونالتا ميداليتين ذهبيتين. هل سيتغيّر موقف أولئك الذين كالوا لهما السباب والشتم والقذف؟! لا أستطيع أن أجزم أنّ الكل سيفعل, لكني متأكدة أنّ البعض سيبدأ بنَسبِ نجاحهما إليه, أو منطقته, أو بلاده. وقد تتحوّل الفائزة من «أي كناية عنصرية بغيضة» إلى « ابنتنا, وبنت البلد».

kowther.ma.arbash@gmail.com
 

إني أرى
إن نجحتْ فَـ انت «ولدنا»
كوثر الأربش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة