ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 14/08/2012 Issue 14565 14565 الثلاثاء 26 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

يعيش في مدينة وعائلته تعيش في مدينة أخرى، بقي له على (التقاعد) سنوات قليلة، يعيش لوحده، ويتذكر أن سنوات عزوبيته الأولى كانت أجمل مما يعيشه الآن، رغم التشابه بين الحالتين إلا أن صحته لم تعد تساعده على إعادة ما كان يفعله في عزوبيته الأولى. يستعين بالعامل الهندي الذي يغسل سيارته

في قضاء احتياجاته اليومية.. وربما يقضي معه ساعة في الحديث ليشعر أن هناك من يرد عليه الصوت.

ليست مشكلته -كما حكى لي- في أنه يعيش لوحده وعائلته المكونة من (زوجة وخمسة أبناء) في مدينة أخرى، فقد اعتاد أن يتغرب في أكثر من مدينة، ولا يضايقه أن يعيش لوحده. أكثر ما يؤلمه أن زوجته وأبناءه يعاملونه كبطاقة صراف آلي لا أكثر ولا أقل من ذلك!

قال: تخيل أن زوجتي وأبنائي لا يتصلون بي إلا في يوم 25 من كل شهر عندما يطلب كل واحد منهم نصيبه المعلوم من الراتب! لا يضايقني هذا الأمر بتاتاً فأنا مسؤول عنهم.. لكن لا أحد منهم اتصل ولو لمرة واحدة بالخطأ ليسأل عن أحوالي وعن صحتي!

يأتيني هاجس كل ليلة قبل أن أنام فيما لو مت ولم أصحُ من نومي.. هل ستعلم عائلتي عن موتي؟ سؤال يبث الرعب في قلبي ويجعلني أتمنى بعدها أن لا أموت في أول الشهر حتى لا أتعفن في انتظار اتصال يوم 25!

ذات مرة فاجأت عائلتي بقدومي دون اتصال مسبق.. فوجدت أن الأمر سيان عندهم.. حضوري أو غيابي.. طالما أنني ملتزم ومنتظم بالسداد!

ربما كنت أنا المتسبب فيما يحدث، لا أحد سواي، فاغترابي بحثاً عن الرزق لتعيش عائلتي حياة هانئة أفقدني دوري الحقيقي لأب لخمسة أطفال.. هل قلت أطفال؟ يا وجع القلب أطفالي أصبح لديهم أطفال!

أمنيتي الوحيدة بعد أن فقدت أشياء ثمينة لا تقدر بمال، أن أموت بين أبنائي.. تخيل!

Tmadi777@hotmail.com
 

حكايات
بطاقة صراف
تركي إبراهيم الماضي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة