ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 14/08/2012 Issue 14565 14565 الثلاثاء 26 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

أثبت زمن (البلاك بيري) و(الواتس أب) و(كوبي) و(الماسنجر) وغيرها من برامج (التراسل اللحظي)، أثبت فشل الذي يسعون للسيطرة على البلاد والعباد وإرغامهم على ثقافة واحدة وشكل واحد ونفس واحد وكلام واحد.

لا يمكن أن تسيطر على البشر، لا يمكن أن تجر الناس إلى حزبك وطائفتك، كما أنه لا يمكن أن تحارب كل الناس المخالفين لك، ولا يمكن أن تقنعهم بمسلماتك الخاصة بك مهما ألبستها لبوس الدين، أو استخدمت في ذلك ألاعيب السياسة أو أقصيت معارضيك.

ستكون جنديا يحارب ألف جبهة إن أنت فعلت ذلك، وستجد نفسك ومن حولك خلال عقد من الزمان قد تبدل حالهم وتغير مآلهم وأصبح الحراك غير الحراك الذي تعرفه، ففي كل (عشر سنوات) يحدث تغيير اجتماعي ملحوظ في السلوك والعادات والأحداث والكراسي، أما بعد مرور جيل بأكمله (30 سنة) فإن الموازين تنقلب رأسا على عقب.

في مجال الفكر: أين الاشتراكية؟ أين الصحوة؟ أين الحداثة؟ وفي مجال الفن: أين المدرسة الكلاسيكية؟ أين المدرسة الرومانسية؟ أين المدرسة الرمزية؟ أين المدرسة العبثية؟ وفي الحضارة: أين الثورة الزراعية؟ أين الثورة الصناعية؟ أين الثورة التقنية؟

كل شيء يتبدل ويتغير ويتلون، لا تستطيع أن تجمد الزمن ولا أن تبقى على رفقاء اليوم، رفقاء دائمين حتى غدا، فعلى سبيل المثال: أين هو الخطاب الديني المحلي أيام حرب الخليج؟ كثير من رموزه الذين يتحدثون لغة واحدة، نراهم اليوم أشتاتا، كل في طريق، لا يمكن أن ترى من هؤلاء الشيخ (س) يجتمع مع الشيخ (ع)، ولا الشيخ (م) يقبل بخطاب الشيخ (ر)، جرت سنة الله على من يسعى إلى رسم المجتمع في صورة واحدة، فتبدلت أحوالهم وتفرق شأنهم كما تفرق من كان قبلهم، والمناوشات بينهم لا تفتر (انظر اليوتيوب).

الفطرة السليمة أن يبقى المجتمع بثقافات متعددة يحترم بعضها بعضا، تتحرك في إطار سياسات الدولة العليا، وفي إطار أخلاق الدين الحنيف والمعاني الكلية له والمقاصد الإسلامية التي ارتضاها لنا الله وأكملها لنا وأتمها على الوجه الذي يليق بخلقه بصورة يمكن أن تجعلنا خير أمة أخرجت للناس نتعاهد المعروف ونحاذر المنكر بمفهومه العام وليس المفهوم الضيق.

في زمن ما بعد الحداثة، زمن القرية الواحدة، زمن مواقع التواصل الاجتماعي، في هذه الأزمان الجديدة تخفت أصوات المراقبين للبشر، والمزايدة على الملل، ويبقى البشر بصورة تلقائية يبني مجتمعه المدني، مجتمع القانون، والمؤسسات، والنظام، والإنتاج، فيما تتوارى (حركات) الاستحواذ، والسيطرة، وكتم الأنفاس، ومحاكم التفتيش.

nlp1975@gmail.com
 

الحقيقة شمس
ما يصح إلا الصحيح
رجاء العتيبي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة