ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 14/08/2012 Issue 14565 14565 الثلاثاء 26 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

أهداني ابني الدكتور إياد كتاباً حديثاً للمفكر الأمريكي (كريستوفر هيتشنس) الذي صدر في الرابع من شهر أكتوبر عام 2011م، وعنوان الكتاب (الجدل) ويحتوي الكتاب على 800 صفحة، تناول فيه مختلف القضايا الفكرية والسياسية والاجتماعية والعلمية، فضلاً عن تناوله موضوع (الإرهاب) والأنظمة الشمولية العربية والإسلامية في العالمين العربي والإسلامي.

وركز المفكر الأمريكي على الثقافة والأدب وحقوق الإنسان وواقع المرأة العربية المسلمة الاجتماعي والسياسي و(الديمقراطيات) في عالمنا العربي، والتميز العنصري في العالم الثالث والمجاعة والفقر في العالم أجمع.

واللافت للنظر، أن مقدمة كتاب (الجدل)، كرسها (هيتشنس) لثورات الربيع العربي، وركز فيها على (من) أشعل فتيلها في (تونس) و(مصر) و(ليبيا)، ورأيه في (الشهادة) التي كان يطلبها (التونسي) و(المصري) و(الليبي) قرابين لهذه الثورات مقارنة بـ(شهادة) الإرهاب التي تزهق أرواح الأبرياء وتدمر البلدان من غير هدف أو غاية.

ويقول المفكر الأمريكي (هيتشنس) عن أسباب قيام ثورات (تونس ومصر وليبيا) هم ثلاثة مواطنون عاديون، لم يحملوا (أحلام العصافير الكبيرة) بل كان كل ما أرادوه (لقمة العيش الكريمة) التي قال عنها أحد الشعراء العرب:

لا تسقني كأس الحياة بذلة

بل اسقني بالعز كأس الحنظل

كأس الحياة بذلة كجهنم

وجهنم بالعز أفضل مسكن

هم ثلاثة مواطنين.. تونسي ومصري وليبي، أما التونسي فهو لبائع متجول يبحث عن لقمة العيش له ولعائلته، والثاني المصري صاحب مطعم، يحاول أن يعيش كريماً في مطعمه، أما الثالث فهو زوج، أب ليبي. في ربيع عام 2011م، أحرق الأول (التونسي) نفسه في بلده (سيدي أبو زيد)، احتجاجاً على منعه من بيع بضاعته الرخيصة، وحمايته من إذلال النظام له ولبقية المواطنين (التوانسة).. أما المواطن المصري فضحى بمطعمه وبنفسه مع بداية تمرد الجماهير المصرية على خلفية ركود وعبثية النظام، وأما الليبي يمكننا القول، أن المواطن الليبي ضحى بروحه أيضاً، فقد عبأ سيارته المتواضعة بالبترول والمتفجرات المصنوعة محلياً وفجرها في إحدى (بوابات) كتائب القذافي في بنغازي رمز باستيل القذافي المجنون.

ويختتم المفكر الأمريكي كريستوفر كتابه (الجدل) بسؤال للتوانسة والمصريين والليبيين بقوله: «والآن بعد استشهاد المواطنين الثلاثة - التونسي والمصري والليبي -ماذا هي النتيجة- هل تغيرت الأمور إلى الأفضل أم بقيت على ما هي عليه أم تردت إلى أسوأ الأحوال؟ يقول المثل هنا: «جيت أدور على الفوائد رأس مالي ما حصل لي».

أريد أن أختتم مقالي هذا برأي أحد المفكرين العرب الذي كتب الكثير عن (ثورات الربيع العربي) هو الدكتور (إدريس جنداري) الذي يقول: «يواجه الربيع العربي، اليوم في أقطار المغرب العربي، تحديات في غاية الخطورة، وذلك نتيجة انبعاث (النزعات العرقية)، الموجهة لخدمة مصالح خارجية، هذه النزعات التي أصبحت تعلن بشكل مباشر وصريح، عن عرقلة هذا الحراك الثوري الشعبي، إن لم يخدم مصالحها في المرتبة الأولى، التي لا تنفصل طبعاً، عن مصالح (الاستعمار الجديد).

نهاية المطاف سؤال عابر وصريح: «هل حقق الشهداء التونسي والمصري والليبي، فائدة استشهادهم؟ أم أنهم يترحمون على بقية الشهداء من بعدهم وينصحون البقية بالتفكير في المصلحة العامة وترك المصالح الشخصية التي فاحت على الساحات العربية أجمع، وهناك من يسأل: «هل مازلنا في الربيع العربي، أم الخراب العربي؟

farlimit@farlimit.com
الرياض
 

ثورات الربيع العربي في فلسفة التفكير الأمريكي!
د. محسن الشيخ ال حسان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة