ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 14/08/2012 Issue 14565 14565 الثلاثاء 26 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

كن كما حلمت يوماً أن تكون
روان صالح النويصر

رجوع

 

بيير كوليفور هو بلجيكي الجنسية، شخص عادي كان طموحه أن يشغل وظيفة عادية، وهي مساعد طبيب أسنان في إحدى العيادات الشهيرة في بروكسيل.

حصل بيير كوليفور أخيرا على مقابلة لوظيفة أحلامه, استيقظ بالصباح الباكر استعد للمقابلة وعندما هم بالرحيل لم يجد محفظة نقوده التي تحتوي على كل إثباتاته الرسمية التي لن يستطيع دخول المقابلة من دونها، قلب المنزل رأساً على عقب لم يجد لها أثراً، فقرر أخيراً أن يغادر بدونها حتى لا يتأخر ولكن حظه السيئ كما كان يظن لم يتوقف بل تأخرت الحافلة في ذلك اليوم، فتأخر عن المقابلة نصف ساعة وعند دخوله وجد نظرات حانقة من الموظفين فقال له أحدهم لن تحصل على هذه الوظيفة أو غيرها، من لا يحترم الوقت لن يجد من يحترمه.

حاول أن يشرح ظروفه ولكنهم منعوه قائلين على الفور أخرج لو سمحت. خرج وهو يجر وراءه أذيال الخيبة، فقد كان قريبا جدا من تحقيق أكبر أحلامه، كان يفصله عنها دقائق معدودة ولكن سوء حظه هو الذي منعه. اضطر بييركوليفر لقبول وظيفة أخرى عرضت عليه قبل فترة ولكنه لم يفكر بها لأن المرتب بها قليل وعدد ساعات العمل بها طويلة ولا تناسبه، فعمل متدرباً في أحد استوديوهات الرسم اكتشف أن له هواية الرسم فأبدع في مجاله وأصبح له أعمالا كثيرة محط إعجاب الكثيرين. وفي سلسلة (جون وبويت) ظهرت شخصية كرتونية هو من قام بابتكارها باسم (السنافر) حققت هذه الشخصية نجاحا عظيماً وانتقلت من عالم الورق إلى التلفزيون ومن ثم إلى السينما.

انتشرت شخصية السنافر في عام 1958م إلى هذه اللحظة وترجمت أعماله إلى عدة لغات وأصبحوا من أشهر الشخصيات الكرتونية في العالم وأصبح مبتكرها من المشاهير ومن أغنى الأغنياء في بلجيكا. وعند وفاته عام 1992م اشتاحت الصحف البلجيكية بالسواد كأنها في مأتم وخيم الحزن على سكانها لفقدهم شخصا مثل بيير, وتعاملوا مع وفاته كما يتعاملون مع رحيل الزعماء.

تخيل للحظة لو أنه وجد محفظة نقوده أو لو أن الحافلة لم تتأخر ما الذي كان سيحدث حينها؟

كان سيعيش ويموت شخصا عاديا، لن يذكره أحد ولن يقدم للعالم أي شيء، فتدبير الله فوق كل تدبير، فالشيء الذي كرهه ولم يقبل به إلا بسبب ظروفه كان بوابته للنجاح، يأسه لم يجعله يجلس في مكانه ينتظر فرصة عمل كبيرة فلم يسمح لطيور اليأس أن تعشعش على رأسه كثيرا

كم منا واقفا في مكانه ينتظر للفرصة أن تأتي إليه ؟ كم منا ينظر للمشاهير من أمثال ( بيل غيتس، وولت دزني, وغيرهم على أنهم أسطورة ونسي أنهم بشر مثلنا لا يميزهم أي شيء عنا سوى أنهم أصروا على إكمال طريقهم وتحقيق أحلامهم ولم تنسهم مرارة اليأس حلاوة النجاح الذي حاربوا كل شيء ليذوقوه.

أن تبدأ من الصفر جملة لن يفهمها الكثير. أن تؤمن بأن الله سبحانه وتعالى لم يحرمك من شيء كنت تتمناه بشدة إلا أنه كان يريد لك الأحسن، فلو علمنا كيف يدبر الله أمورنا لذابت قلوبنا من محبته.

وتذكر دائما بأن ( الخير يكمن بالشر) وكل تجربه ستفشل بها يوما ستتعلم منها شيئاً مفيداً فليس كل سقوط نهاية فسقوط المطر أجمل بداية، انهض وحارب حتى تصل واعلم أنك مميز في شيء ما، تعرف على نفسك أكثر واغتنم الفرص التي تهديها إليك الحياة، واسْعَ لتكون كما حلمت يوما أن تكون.

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة