ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 14/08/2012 Issue 14565 14565 الثلاثاء 26 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

صحافة العالم

 

استقالة عنان المتأخرة

رجوع

 

كريس دويل

المفاجأة الوحيدة في استقالة كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة من مهمته كمبعوث لكل من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية هي أنها تأخرت كثيرا. منذ تعيينه لهذه المهمة في فبراير الماضي أصبح مسؤولا عن التعامل مع أزمة يريد عدد قليل للغاية من الأطراف حلها سلميا. وقد جاءت تصريحاته بعد الاستقالة كارثية حيث قال «كمبعوث دولي لا يمكن أن أريد السلام أكثر مما يريده طرفا الصراع ولا أكثر من مجلس الأمن الدولي أو المجتمع الدولي».

كانت خطة عنان للسلام في سورية ذات النقاط الست تعتمد على حسن نوايا كل الأطراف من أجل تحقيق السلام وتطبيق الخطة. وكان وقف إطلاق النار لعدة أيام خلال أبريل الماضي قد أدى إلى انخفاض كبير في وتيرة العنف ولكن وقف إطلاق النار لم يستمر طويلا. كما أن نشر بعثة المراقبين الدوليين وعددهم 300 مراقب في سورية كان بطيئا جدا والعدد كان صغيرا جدا لا يكفي لمراقبة وقف إطلاق النار في دولة بمساحة سورية.

لو كانت الأمم المتحدة جادة في التعامل مع الأزمة السورية لكانت أرسلت ما بين 3000 و5000 مراقب يدعمهم فريق كبير من الوسطاء ذوي الخبرة. كما أن مهمة عنان لم تتمكن من التواصل بقوة مع الصحفيين في سورية ولا من مساعدة جماعات المعارضة السورية بحيث تكتسب قدرا كافيا من المصداقية. ولكن الكثيرين في المعارضة السورية كانوا على الأقل غير متحمسين لمهمته، حيث كانوا ما زالوا يحاولون إقناع المجتمع الدولي بالتدخل المباشر في الأزمة باعتبار ذلك الحل الوحيد للإطاحة بالأسد.

وقد حاول المجتمع الدولي إدارة الصراع وليس حله فقلل من تقدير خطورة هذا الصراع على السلام والأمن الإقليميين. الأسوأ من ذلك أن بعض الأطراف كانت تثير التوترات في الموقف على الرغم من ادعائها دعم مهمة عنان. فروسيا وإيران تسلحان وتمولان نظام بشار الأسد. وقد حاول عنان باستماتة حشد التأييد الدولي لمهمته. ففي يونيو الماضي نجح عنان في مؤتمر أصدقاء سورية بمدينة جنيف في الحصول على موافقة روسيا والصين على خطة انتقالية لسورية لكنه لم يجد أي تأييد دولي لتطبيق هذه الخطة فيما بعد.

الواقع يقول إن فاعلية الأمم المتحدة تتوقف على توافق الأعضاء الرئيسيين فيها. وما زال المجتمع الدولي منقسما بشدة حول سورية. روسيا والصين تخشيان أي تدخل غربي في سورية. الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لا يريدان الغوص في الأزمة. القوى الإقليمية الشرق أوسطية تخوض حربا بالوكالة في سورية كما حدث في لبنان أثناء حربها الأهلية التي استمرت 15 عاما من 1975 حتى 1990. هذا الانقسام الدولي هو ما سمح لنظام الأسد بالتلاعب بخطة عنان واللعب بعنصر الوقت والحيلة مع المراقبين الدوليين.

الدبلوماسية لم تمت في الأزمة السورية لكنها في حالة سبات. ومازال التدخل الكبير في الأزمة غير وارد كما انه لا توجد أي قوة عظمى مستعدة للتدخل في سورية. استقالة عنان سيكون لها تأثير محدود على نظام الحكم في سورية الذي يعمل منفردا لتحطيم التمرد المسلح بكل الوسائل الممكنة. نزيف الدماء والخراب في سورية سيتصاعد وكل أطراف الصراع والقوى المؤيدة لها في الخارج سوف تغوص فيه. والخطر الأكبر هو أنه لن يفكر المحاربون في وضع السلاح جانبا والجلوس على مائدة المفاوضات إلا بعد أن يفقدوا القدرة على مواصلة القتال. في هذه الحالة فقط سينظر الجميع وراءهم ويدركون أن ثمن تجاهل مهمة عنان كان باهظا بشريا وماديا.

* (الجارديان) البريطانية

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة