ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 15/08/2012 Issue 14566 14566 الاربعاء 27 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

عندما يقتضي الأمر البيان، وتكون مصلحته أرجح من مصلحة السكوت؛ سعيا لجمع الكلمة، ووحدة الصف، والاهتمام بالمصالح العليا للوطن، يأتي دور أكابر أهل العلم؛ للأخذ بزمام المبادرة؛ وليبذلوا جهدهم في التوجيه، ورأب الصدع. هذا المنهج، هو ما أكده - قبل أيام - مفتي عام المملكة، ورئيس هيئة

كبار العلماء - سماحة الشيخ - عبدالعزيز آل الشيخ، حين طالب أبناء، وعقلاء القطيف في المنطقة الشرقية بعد أحداث الشغب الأخيرة، التي قام بها بعض المخربين بـ: “ألا ينصاعوا وراء أعداء هذه البلاد، الذين يريدون زرع الفتن، ووضع البغضاء بين صفوف هذه البلاد؛ كونه يدعو لتفريق كلمة الأمة، وزرع الفتنة بين أبناء الوطن”.

أقل ما يمكن وصف ما حدث في القطيف، بأنه مزايدات تجاوزت الحدود، هدفت التحريض على السلطة، وزرع الشقاق، والفتنة بين المواطنين. ولا أبالغ إن قلت: إنها كانت في مستوى ظاهرة الانفصال، مارسها بعض المتطرفين، حين وقعوا في البغي، والعدوان، وحركتهم الأهواء، وليس طلب الحق، وحاولوا التشغيب، وعلو الصوت، وإلقاء التهم جزافا، حيث كان واضحا من يحرك هؤلاء من الخارج، عندما تحولوا إلى أدوات حقيقية؛ لتنفيذ أجندة مشبوهة، وتحقيق أهداف غير مشروعة، حين عصفت المواقف، والأحداث بين الناس، وأفرزت اختلافا في المواقف، والآراء، ثم الهروب بعد ذلك من المواجهة.

بنظرة سريعة إلى دول من حولنا، عانت من عدم استقرار سياسي، وما حدث فيها من انقلابات، وفوضى عارمة، إذ لا يأمن الإنسان على حياته، أو ماله، أو عرضه، سنلحظالفرق الشاسع بين الحالين المتقابلين، ومع كل تلك الحقائق على أرض الواقع، يخرج علينا -مع الأسف- من بيننا، من يريد إشعال نيران الفتنة، رافعاً شعارات جوفاء عن المحبة، والتسامح، متعصبا لأجندته المبنية على العصبية الطائفية، والمذهبية، والشعوبية.

في كل الأحوال، حصل ما حصل، والأمل كبير في حرص عقلاء القوم على تغليب المصلحة العامة للوطن، والمواطن. والابتعاد عن أجواء التوتر، التي تنعكس سلباً على حياة المواطن، فالوطن يحتاج إلى من يدافع عنه، ويحتاج لمن يحميه من الداخل، وهو مسؤوليةأبنائه جميعاً -دون استثناء-؛ لحمايته من المخربين، ودعم تماسك الجبهة الداخلية، بعيدا عن أي نزاعات مذهبية، أو طائفية، أو قبلية، والالتفاف حول ولي الأمر، فنعمة الأمن في الأوطان، هي دعوة أبينا إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-، حين قال: “رب اجعل هذا بلدا آمناً”، فحقق الله أمنيته، واستجاب دعاءه، فقال -جلّ في علاه-: “ومن دخله كان آمناً”؛ مما يدل على أن نعمة الأمن، والأمان في البلاد، وتحقيقه بين العباد، نعمة عظيمة الشأن، جليلة القدر، لا يعرف قدرها إلا من فقدها.

مجمل القول: إن حماية الوطن مسؤولية كبرى، وأمن المواطن مقصد شرعي، والعمل على تجنيب البلاد مزيداً من الفتن واجب العقلاء، وتلك معادلة ليست صعبة، إلا عند من لايفهمها، ممن ينحرف وراء مثيري الفتن، والقلاقل، والمحرضين من الداعمين لها، والمتسترين عليها. وهذا -لعمر الله- من أوجه الخيانة لله، ثم لولاة الأمر، وللمجتمع بأسره، -باعتبار- أن المحافظة على الأمن؛ من أجل الدين، والنفس، والمال، والعرض، والنسل، هي من الضرورات الخمس، التي جاء بها الشرع بحفظها، وهنا يأتي دور العقلاء في تحصيل المصالح، واستجلاب المنافع، ودفع المفاسد في كل شؤون الحياة، -سواء- كان فعلا، أو تركا، أمرا، أو نهيا، حركة، أو سكونا، نطقا، أو سكوتا.

drsasq@gmail.com
 

حفظ الوطن.. تطبيق ومنهج!
د.سعد بن عبدالقادر القويعي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة