ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 15/08/2012 Issue 14566 14566 الاربعاء 27 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

النظام السوري المتأرجح
أحمد علي الأحمد

رجوع

 

الوقت فـي صالح الشعب الســوري، وليس فـي صالح النظام، فالقتلى في ازدياد والشـــعب السوري أعلن رأيه بأن على الأسد الرحيل هو وأزلامه الذين لا هم لهم إلا القتل وجمع الثروة, هذا يؤكّد أن نظام الأسد خارج الإطار الأخلاقي والإنساني.

إن الدول المحيطة بسوريا التي نزح إليها السوريون هرباً من بطش النظام السوري، إذ إن القتلى بازدياد مستمر الأمر الذي يتم انتزاع الشرعية من نظام الأسد فالدول المجاورة رحبت بالنازحين.

روسيا تدّعي أنها لا تسلم الأسلحة إلا بشروط إنهاء الأزمة في حين بوارجها وأسطولها يتناميان بشكل مباشر على سواحل سوريا.

إن العالم يقف حائراً من هول تصرفات النظام السوري وأصبح أصدقاء سوريا يعملون على تلافي ما خلفه النظام من مأساة. في تركيا اعترفت 83 دولة بأن المجلس الوطني السوري هو ممثّل شرعي للشعب السوري.

إن أمنية الشعب السوري أن يحصل على حرية تتيح له الحديث بما يفتقده والحكم بمن يختاره وتأمين عيشه وأن يكون له مؤسسات أمنية همها الحفاظ على أرواح الشعب وممتلكاته.

المشكلة الحقيقية هي في النظام الذي كبل يديه بالسلاسل ولم يستطع الفكاك منها, إن المطلوب الإجابة على سؤال هل يسحب الأسد قواته إلى ثكناتها؟ ولكن المؤشرات والدلائل تشير إلى أن النظام غير قادر على ذلك وهناك مخاوف من الحرب الأهلية، فالدول تؤيّد الشعب السوري وتقف إلى جانبه وتدعمه.

سياسة الأسد استهلكت وقتاً وضاعفت نزيف الدم والخراب والدمار. الشعب السوري يسعى لتأمين عيشه وأن يكون له مؤسسات أمنية همها الأول والأخير الحفاظ على أرواح الشعب وممتلكاته وليست خارجة عن السياق لا الإقليمي ولا الدولي كما أنها ليست بعيدة عن رغبة الجماهير.

إن المجتمع الدولي يخطو ولو ببطء باتجاه الخلاص من نظام بشار الأسد الدموي وجوقته الإجرامية. النظام الإيراني وللأسف على مسافة كبيرة من الباطن ويضج لها العالم ما دام أنه يرى أن النظام القائم يحق له تبعية غير مسبوقة ويتيح له الإطلالة على البحر الأبيض المتوسط بأقل الأثمان حتى على حساب نهر من الدماء السورية.

والسؤال: هل يستوعب النظام النصيحة ويرحل لكن الدلائل تشير إلى أن النظام غير قادر على ذلك فرهانه دائماً على استخدام القوة، وهذه السياسة هي التي أدت عملياً إلى عسكرة الثورة السورية وقبول المعارضين في الدفاع عن أنفسهم. الأسد يعرف أن سوريا هي الدولة الثانية بعد مصر من حيث الترتيب الأمني في الاعتبارات الإسرائيلية للدول التي تجاورها ويعرف جيداً أن أي علاقة مع إسرائيل وفق شروطها ستمنحه غطاءً ودعماً سياسياً لا يستهان بهما.

إن المعركة ضد نظام الأسد باتت ضرورية لضمان مصالح دول الخليج، بل لتخليص السوريين من نظام أسرف في استخدام القوة المفرطة، فالرسالة السعودية واضحة ففي حين راهن الآخرون على التغيير الفوضوي ومحاباة الشارع الثائر والمنفلت في أمريكا وأوروبا كان الموقف السعودي أكثر حكمةً واتزاناً في التعاطي مع الأزمة ولهذا ليس غريبا أن نجد المسؤولين الغربيين أنفسهم مضطرين للذهاب إلى الرياض لأن بوسعهم أن يجدوا شريكاً فاعلاً في قضايا الساعة.

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة