ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 15/08/2012 Issue 14566 14566 الاربعاء 27 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

رمضانيات

 

مجالس رمضانية (1)

رجوع

 

ينعت هذا الشهر الكريم شهر رمضان بالمبارك، وقد كان شهراً مقدسا في الجاهلية وقدره في الإسلام معروف. أما في ما يتعلق بالتسمية فقد وافق رمضان أيام رمضى الحر وشدته فسمي به ويجب على المسلم أن يحسن استقباله، وأن يستغله بما يقربه إلى الله عز و وجل من القربات وأن لا يستقبله بالمبالغة في شراء ألوان المطعومات والمشروبات أو في متابعة المسلسلات التي تطيش بها العقول، بل يستقبله بما ينبغي للمسلم أن يفعله ومن ذلك:

أولاً: تجديد التوبة إلى الله عز وجل في الشهر المبارك فإن الله أمر المؤمنين جميعاً بالتوبة فقال: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) سورة النور، وفي صحيح مسلم من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها).

ثانياً: تعويد الصغار على الصيام، فعن الربيع بنت معوذ قالت عن (صيام عاشوراء): فكنا نصومه صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن (أي من القطن) فنذهب به معنا فإذا سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة تلهيهم حتى يتموا صومهم) متفق عليه

عود بنيك على الآداب في الصغر

كيما تقر بهم عيناك في الكبر

ثالثاً: كف اللسان والجوارح عن فضول الكلام والأعمال، فقد ثبت في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه).

لسانك لا تذكر به عورة امرئ

فكلك عورات وللناس ألسن

وعينك وإن أبدت إليك معايبا

فقل يا عيني للناس أعين

رابعاً: زيارة الأقارب والأصهار: ولا سيما إذا كانت هناك مقاطعة بينهم وخلافات دنيوية فإن هذا الشهر الكريم فرصة لتآلف القلوب ونبذ الإحن والشحناء:

ماذا التقاطع في الإسلام بينكمو

وأنتمو يا عباد الله إخوان

إلا نفوس أبيات لها همم

أما على الخير أنصار و أعوان

لمثل هذا يذوب القلب من كمد

إن كان في القلب إسلام و إيمان

خامساً: التخلص من العادات السيئة:

أ - كالدخان مثلاً فإنه سبب للسرطان وتدمير لصحة الإنسان وكذلك مؤذ للجيران ومتلف للنقدان ويعتبر من الخبائث الضارة قال تعالى: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ}.

يامولعاً بدخان النار تشربه

وتدعي الحل في هات برهان

أورد عليه دليلاً كي نحلله

لا فلسفات وتخليطاً وبهتاناً

ب - مشاهدة القنوات الفضائية: وما تبثه من سموم وانحلال وأفكار هدامة تمس العقيدة والأخلاق في آن واحد وتضيع شباب الأمة:

شباب ضاع بين الدش والقدم

فهام شوقاً فمال القلب لنغم

يقلب الطرف حتى كلَّ من نظر

إلى قناة تبث السم في الدسم

فقلد الغرب حتى فاقهم سفها

وضاق بالدين والأخلاق والقيم

ج _ الاستمناء: وهذا يقع فيه كثير من الشباب المراهقين والصوم فرصة لهؤلاء الشباب في التخلص من هذه العادة السيئة؛ ففي حديث ابن مسعود المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنما أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).

سادساً: الاستعداد لتفطير الصائمين: ففي حديث زيد بن خالد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من فطر صائماً فله مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً).

المجلس الثاني..

في معنى الصيام وفريضته والحكمة من مشروعيته:

فالصيام لغة: الإمساك والكف عن الشيء قال تعالى: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا} أي إمساكاً عن الكلام ويقال: صامت الخيل إذا أمسكت عن الصهيل ومنه قول النابغة:

خيل صيام وخيل غير صائمة

تحت العجاج وأخرى تعلك اللجما

الصيام شرعاً: هو التعبد لله سبحانه وتعالى بنية الإمساك عن الأكل والشراب وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.

فريضته: فرض في السنة الثانية من الهجرة النبوية وقد صام الرسول عليه الصلاة والسلام تسع رمضانات.

الحكمة من مشروعيته:

أولاً: تحصيل التقوى لله عز وجل قال تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.

ثانياً: أن فيه تزكية للنفس وتطهيراً لها من الرذائل.

ثالثاً: تذكير الصائمين بإخوانهم الفقراء والمساكين والإحساس بآلامهم يذوقه الصائم من ألم الجوع والعطش فيعطف عليهم ويمد لهم يد العون.

رابعاً: الزهد في الدنيا وملذاتها والإقبال على الآخرة ونعيمها، قال ابن القيم رحمه الله: (والمقصود أن مصالح الصوم لما كانت مشهودة بالعقول السليمة والفطر المستقيمة، شرعه الله لعبادة رحمة بهم وإحسانا إليهم وحمية لهم وجنة).

اللهم اجعلنا من الصائمين المقبولين في هذا الشهر الكريم

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المجلس الثالث:

في وجوب صوم رمضان وما يثبت به دخوله..

فشهر رمضان هو شهر الصوم، وهو الشهر الوحيد الوارد ذكره في القرآن الكريم وصومه ركن من أركان الإسلام الخمسة وفض من فروض الله عز وجل معلوم من الدين بالضرورة، ويدل على ذلك من الكتاب: قوله تعالى:»يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون «ومعنى كتب أي فرض وأوجب عليكم صيامه. ومن السنة: ما رواه الشيخان من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بني الإسلام على خمس: شهادة أن لاإله إلا الله أن محمداًرسول الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت. وحديث طلحة بن عبيدالله: (أن أعربياً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثائر الرأس فقال يا رسول الله أخبرني بماذا فرض الله علي من الصيام ؟ فقال: شهر رمضان إلا أن تطوع شيئاً..).

ومن الإجماع: قال الإمام ابن عبد البر رحمه الله في التمهيد: وأجمع العلماء على أن لا فرض في الصوم غير شهر رمضان. وقال الإمام ابن قدامة رحمه الله في المغنى: (وأجمع المسلمون على وجوب صيام شهر رمضان).

وما يثبت به دخوله: يثبت دخول شهر رمضان برؤية هلاله أو إكمال عدة شعبان ثلاثين يوما لقوله صلى الله عليه وسلم (صوموا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً).

قال القحطاني في نونيته:

وصيامنا رمضان فرض واجب

وقيامنا المسنون في رمضان

المجلس الرابع:

إن للصيام عدة ثمرات فمنها على سبيل المثال:

أولاً: دخول الجنة؛ ففي حديث سهل بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم..) متفق عليه.

ثانياً: أنه سبب في سعادة الدارين: كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (للصائم فرحتان، فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه) متفق عليه.

ثالثاً: أنه لا يتقيد ثوابه بعدد معين: قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كل عمل ابن آدم له يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف) قال الله تعالى: «إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به».

رابعاً: أنه كفارة للذنوب: لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صام رمضان أيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه.

خامساً: أنه يشفع لصاحبه يوم القيامة: فقد ثبت من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام، أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال: فيشفعان) رواه أحمد والطبراني والحاكم.

اللهم اجعل صيامنا شفيعاً لنا يوم لقائك، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

اللهم تقبل صيامنا وقيامنا ودعائنا يا أرحم الراحمين.

خالد بن محمد الأنصاري - عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية وعضو الجمعية السعودية للدراسات الدعوية

@khalidmalansary
 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة