ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 16/08/2012 Issue 14567 14567 الخميس 28 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

إنّ دعوة رجل الأعمال وعضو المجلس المحلي في محافظة القطيف، سعيد الخباز، التي وجّهها إلى الجهات الأمنية لتكثيف جهودها من أجل إيقاف حملات السّطو المسلّح، التي تهدف إلى الفوضى الأمنية في القطيف! هي دعوة مهمة لكل من يخاف على نفسه وأمنه. والخوف على القطيف ليس من قِبل أهلها وسكانها فقط، بل إنه في نفس كل مواطنة ومواطن في هذا البلد، وفي نفس كل من يُحب ويخاف على قِبلة المسلمين، فلا بد أن يقلق على القطيف.

إذ إنّ الأحداث التخريبية والحملات الإرهابية لا زالت تتوالى منذ أن بدأت قبل عام ونصف العام، بالتزامن مع الأعمال التخريبية في مملكة البحرين، وفي هذا إشارة واضحة إلى أنّ هناك تنظيمات تقوم بتوجيه حِراك أفراد وجماعات في أوقات معيّنة ولأهداف معيّنة، وتفشل في كل مرة، لأنّ الناس تمتلك الوعي الكافي لفهم منبع ورأس التنظيم التخريبي في منطقة الخليج العربي بشكل عام.

عندما بدأ تحرُّك التنظيم التخريبي في فبراير العام الماضي، في البحرين والقطيف، كان يُراد له أن يكون جماعياً ليكسب القوة والتعاطف، استغلالاً لموجة الربيع العربي، وكأنّ هذا الحراك ضمن هذه الموجة، كان الناس والدول والمجتمع الدولي بأكمله مدركاً أنّ هذا الحراك ليس بثورة ضد الظلم، إنما هو ثورة طائفية لأجل تحقيق أهداف المد الصفوي، داخل شعارات الحقوق والمظلومية والمساواة والعدالة.

لذا تناثرت التجمُّعات وبقي التخريب مقتصراً إلى اليوم على أعمال إرهابية فردية ملثمة تغطي عارها في حق هذا الوطن وأهله، وبحق أهل نفس المنطقة الذين ابتلوا بأبناء عاقين، تم استخدامهم على رؤوس سِهام الخيانة ضد أرضهم وأهلهم!

إنّ هذه الأحداث الدامية التي تتكرّر كل يوم في جزء غالٍ علينا من هذا الوطن، هي أحداث إرهابية لا تقبل أيّ تغيير أو تجميل للمسمّيات، فما من يوم يمر علينا إلاّ ونسمع عن حالات قتل وتكسير وتخريب وهجوم مسلّح، من قِبل عناصر من أبناء هذا الوطن تحوّلوا إلى أداة قهر وترويع للآمنين، لكسر أهم حاجة إنسانية هي الحاجة إلى الأمن الذي يُحقق طمأنينة الإنسان، وهو يمشي في الشارع أو يجلس في بيته وسط أُسرته.

إنّ دعوة سعيد الخباز، لا ينبغي أن تمر مرور الكرام. أمرٌ آخر لا بد من ذكره، ألا وهو أنّ ما يحصل من جرائم إرهابية تجد قبولاً في بعض مجتمعات القطيف، وتُلاقي الدعم من قِبل أسماء معروفة من كُتّاب ومفكِّرين ورجال دين، وهذا هو الأخطر والأهم، لذا فالمسؤولية الوطنية أكبر من أهل المنطقة وحدهم، بل إنّ التصدي لهؤلاء مسؤوليتنا جميعاً، لأنّ تشجيعهم ودفاعهم عن الخراب نذير مُضاعف لخطورة الموقف، فهؤلاء لهم صوت مسموع ويتم تأييدهم أكثر من رجل الشارع العادي. واليوم، ونحن نتجرّع مرارة هذه الأحداث المؤسفة، فقد آن الأوان للمحاسبة وعدم ترك عناصر الشر تُلقي بأبنائنا في طريق التهلكة.

وختاماً، سأعيد جملة كرّرتها كثيراً ولا بد من ذِكرها في كل مناسبة، أنّ المواطنين حقوقهم ومطالباتهم واحدة، وإذا تم تصنيفها حسب المذهب والطائفة وإخراجها عن قالب المواطنة، فإنها ليست بحقوق، لأنّ الأوطان للجميع - وهذا ما يتم التعامل على أساسه مع الجميع -، ومن يريد أن يشذّ، فليس له إلاّ القانون لمحاسبته!

www.salmogren.net
 

مطر الكلمات
القلق على القطيف
سمر المقرن

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة