ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 16/08/2012 Issue 14567 14567 الخميس 28 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

أهلاً بالعيد
فيصل أكرم

رجوع

 

شئتَ أم أبيتَ، سيرددها الكلُّ بمنأىً عنكَ (أهلاً بالعيد) وأنتَ: دونكَ من كانوا لكَ أهلاً بعيدٍ، ودانوا بكَ سهلاً بعيداً؟؟ سيبقى في البعيد ما يستعادُ، إن حلَّتْ بكَ الأعيادُ، فاحذر من تسليم روحك للحظةٍ ستعبرُ من أمامك عمّا قليل..



قبل أن يقول محمود درويش:

(وأنتَ تعدُّ فطوركَ، فكّر بغيرك).

قلتُ: (وأنتَ تفتُّ الحياةَ لطيرٍ، ومن أجل من طارَ عنكَ تجاهدْ).

وبعدما قال جبران خليل جبران:

(هل فرشتَ العشبَ ليلاً،

وتلحّفتَ الفضا..؟)

قلتُ:

(بل فرشتُ الجمرَ ظهراً

وتلحّفتُ الحديدْ

وكتبتُ الشعرَ وحدي

فوقَ أرضكَ والبعيدْ

لم يزدني البعدُ إلاّ

كنتُ في الأولى أزيدْ)

فمتى يجيءُ العيد..؟

قلتُ: (لا شيء بعد الانتظار سوى انتظار)

وماذا بعدُ؟

قلتُ: (لا تصدّقْ أنَّ بعد الانتظار المُرِّ يأتي العيدُ)

ماذا بعدُ؟

ستقفُ بنا الخطواتُ (وحدي، وأنا) وسيمشي بنا العمرُ على كيفه، يعلو ويهبط، متتبعاً خفقات القلب، وسيعرف جيداً على أيّ مرتكنٍ قصيٍّ سيميل ويتكئ نازلاً بالأجفان على بعضها، مغلقاً تلك الهوّة التي انفتحت بيننا والتراب منذ حين..

لكنما المرآة الآن ستقف بي أمام نظرتك العاتبة:

كم امرأة قلتَ لها، بوعدٍ فولكلوريٍّ: (لأزرع لك بستان ورود)، ورحتَ تزرع وتزرع، من دون حصاد، لتكمل الأغنية: (قُربك مُرّ وبُعدك مُرّ)؛ ومن ثم عدتَ وحدك، ككل مرة، فلم تجد من تزرع لها بنفسجةً يتيمة - ناهيكَ عن بستان..؟!

مسحورُ الكلماتِ أنتَ، وحدكَ وأنا، ولا يضيع دليلنا إلى بعضنا حتى وإن داهمتنا الأعيادُ بجديدها المعتادِ منذُ (قصيدة الأفراد):

الجيشُ قامَ.. الجيشُ عادَ

وأنتَ وحدكَ، والمطاعمُ، والبلادْ

ماذا إذا ما عادَ طفلٌ،

تحتَ ركبتهِ الرصاصةُ والرمادْ..؟

ويقومُ فيكَ الطفلُ عصفوراً يغنّي

حوْلَ مائدةٍ يغنّي..

ثم يفتحُ نصْفَ كفِّكَ كي يشيرَ إلى السوادْ..؟!

ستنفتح كفوفٌ كثيرة، عمّا قليل، وستجد كفيك مفتوحتين أيضاً، بانتظار حُلمٍ فسّرناه قبل أن نراه، فقلنا: (أهلاً بالعيد)!

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة