ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 18/08/2012 Issue 14569 14569 السبت 30 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

كلمة شيخ تحولت إلى لقب يمنح لأي مشتغل بأمور الدين، ولم يعد امتهان هذه المفردة مقصوراً على المجال الديني بل تعداه إلى مجالات أخرى فمن يملك المال يطلق عليه شيخ رغم أن هناك مفردات أكثر ارتباطاً ودقة فيقال تاجر أو كبير التجار وينعت كبير الإعلاميين بعميد الإعلاميين وينسحب هذا على بقية المهن. وبالعودة إلى مفردة شيخ فإن الشيخ في اللغة الطاعن في السن، وبهذا التعريف فإن الشيخوخة مرحلة عمرية تلي مراحل الطفولة والشباب والكهولة في عمر الإنسان وهي مرحلة لها طبيعتها ومتطلباتها واحتياجاتها وتؤيد آيات القرآن الكريم هذا التعريف الدقيق ولم ترد كلمة شيخ في آيات كتاب الله المبين لتدل على شيء غير كبر السن. قال تعالى في سورة يوسف: {قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا} (78) سورة يوسف، وقال سبحانه في سورة غافر: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا} (67) سورة غافر، وقال تعالى في سورة القصص {وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ} (23) سورة القصص، ولا تكتفي الآيات بنعت كبير السن بهذا اللقب بل تثبت مراحل العمر وموقع هذه المرحلة منها ومكانة كبير السن الذي يختص بالعناية والرعاية والتقدير أكثر من غيره، وفي السنة المطهرة وردت في أكثر من موضع بهذا المعنى ففي يوم فتح مكة أتي بأبي قحافة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان رأسه ثغامة بيضاء من الشيب فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «هلا أقررتم الشيخ في بيته حتى نأتيه» في لفتة نبوية توقيراً له لكبر سنه وإشفاقاً عليه لعجزه، وأطلق أبو بكر رضي الله عنه على أبي سفيان لقب شيخ قريش يوم صلح الحديبية وهو لم يسلم توقيراً له لكبر سنه وفي هذه الحادثة دليل أن كلمة شيخ لا يختص بها المسلمون لوحدهم. بهذه النصوص والنقولات يتبين بما لا شك فيه أن كلمة شيخ ويا شيخ والشيخ تطلق على من استبانت فيه سن الكبر سواء كان مسلماً أو غير مسلم وعالماً أو جاهلاً. يطلقها البعض في بلادنا على علماء الدين الكبار ولا مشكلة فأغلبهم كبار في السن، ويشطح البعض لإطلاها على كبير الصاغة أو عميدهم بوصفه «شيخ الصاغة»، وينتهك المسمى بصورة أوجع في المجال الديني فيطلق دون ترشيد على الصغير والكبير والعالم ومحدود العلم وقارئ القرآن وطالب العلم وإمام المسجد والمؤذن، في بلاد المغرب لا ينعتون العالم إلا بالفقيه، وفي بلدان أخرى يستخدمون مفردات محددة تدل على المهمة التي يؤديها المشتغل في الشؤون الدينية مثل خطيب وواعظ وداعية وهذا هو الصحيح لكن هناك من يصر على استخدامها وإطلاقها على من لا يستحقونها إما جهلاً أو تعمداً، بل إن من محدودي العلم من وجدوا في هذا اللقب جواز عبور للوصول إلى مكانة رفيعة ليست لهم واستقطاب مزيد من الاتباع والمريدين وتحقيق المكاسب الاجتماعية والمالية وهو داء يحتاج لدواء عاجل.

Shlash2010@hotmail.com
تويتر @abdulrahman_15
 

مسارات
يا شيخ!
د. عبدالرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة