ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 19/08/2012 Issue 14570 14570 الأحد 01 شوال 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لا ينكر أحد من أن المملكة العربية السعودية تعاني من العمالة الوافدة، بل إن هنالك وفرة في استقدام العمالة. وما تقوم به وزارة العمل من جهود للحد من الاستقدام إلا دليل صريح على أننا نجابه مشكلة يجب أن نتصدى لها جميعاً،

الكبير والصغير، الذكر والأنثى، الرئيس والمرؤوس، الغني والفقير. أنا هنا لست بصدد عمل مقترحات أو حلول لتلك المشكلة من خلال أنظمة أو قوانين، فليس لي من الأمر شيء في ذلك، ولكن ما أواجهه من تعامل العمالة الوافدة والتي تجعل لسان العامل الأجنبي يسيل لعابه لعمل كل ما هو مستحيل من أجل الظفر بأكبر قدر ممكن من المال للعودة إلى بلاده في أقصر مدة، كما يلحظ الكثيرون ممن يهتمون بهذه المشكلة أن العمالة الوافدة قد تجاوزت الحدود في الاستغفال فينا والتحايل علينا، وفرد عضلات الذكاء علينا كشعب سعودي طيب متسامح تفيض جنباته بالطيبة والحنان والرحمة. الحمد لله وهو ديدن وطريق رسمه الله ورسوله لنا ولكن من دون تجاوزات إلى درجة فقدان الهيبة والكرامة وضياع الشخصية، وهو ما يعكسه تعامل الكثيرين منا مع العمالة الوافدة. في قصة حصلت لي شخصية وهي التي قصمت ظهر البعير بل قتلته من الوريد إلى الوريد وشوته على لهب النار الحارقة، هي أنني ذهبت مع ابني عبد الله -حفظه الله- ذي الثماني سنوات لأشتري له هدية النجاح نهاية الفصل السنة الماضية، حيث إنني اعتدت أن أذهب معه لأزور أكثر من محل وأقارن في السعر، وهو ما يتسبب أن يتهمني البعض بالبخل لأقول أطلق العنان لك واتهمني بما تشاء، ولكن قبل ذلك أكمل ما سأكتبه لتعرف حقيقة رسالتي التي أود إيصالها لك ولغيرك من المواطنين السعوديين.

أعود فأقول زرت أكثر من محل من أجل المقارنة والبحث عن الجودة العالية في المنتج الذي أود شراءه، وبعد زيارة أكثر من محل برفقة ابني يسوقني القدر إلى داخل المحلات التي توجد بها تلك السلعة، وخلال التحاور مع صاحب المحل إذا بطفل لا يتجاوز عمره العشر سنوات برفقة سائق حيث بدا لي أنه سائق عائلة ذلك الطفل الصغير وإذا به يطلب السلعة نفسها التي أبحث عنها، ومن دون أي سؤال عن السلعة من ناحية الجودة والسعر إذا بذلك الطفل يطلب ما راق له ورغبه مع إكسسوارات تلك السلعة، وهي بالمناسبة جهاز (سوني رقم 3) مع أشرطة وسماعات وباقي الإكسسوارات لذلك الجهاز.

وللمعلومية أن شريط اللعبة لذلك الجهاز لا يقل سعره عن مئة وخمسين ريالاً، وقد طلب الطفل من البائع الذي يحمل جنسية عربية ما عدد عشرة أشرطة وبعد تجهيز كل ما يحتاجه ذلك الطفل بادر الطفل بسؤال البائع: هل يمكنني أن أدفع مبلغ كل مشترياتي بعملة أوربية وهي اليورو! أنا من هول الصدمة ارتفعت حواجبي إلى أقصى هامتي ونظرت إلى ذلك الطفل وتساءلت بيني وبين نفسي: من أي كوكب ذلك الطفل ومن أين له تلك العملة الأوربية! وموقفي لم يقل استغراباً عن موقف البائع. انفردت بذلك الطفل وسألته لأنني خشيت أن الطفل قد حصل على تلك العملة بطريقة غير شرعية ووجهت له سؤالاً مفاده من أين لك عملة اليورو؟ فقال لي من والدتي فقد أعطاها والدي هذه الفئة من المال لأنه كان مسافراً خارج المملكة وكانت متبقية معه.

من هنا يبزر الهدف من مقالي وعنوانه بالتحديد، فقد خرب الطالح على الصالح كما يقال في المثل الشعبي وهو مثل يقال بالمناسبة الطالح خرب على الصالح، فمن تعب وشقي في سبيل الحصول على لقمة عيشه ليس كمثل من أكل بملعقة من ذهب منذ نعومة أظفاره.

ولنا أن نتخيل مدى التأثير على أولادنا بسبب ترك الحبل على الغارب لهم. أنا هنا أوجه رسالة لنا كشعب سعودي أن لا نفتح المجال للعمالة الوافدة ليتولد لديها فكرة أننا شعب يمكن التلاعب فيه. والسبب كما ذكرت طيبة قلبونا الزائد وتعاملنا بكل سماحة وحنية مع الجميع وهو ديدن ديننا الحنيف، ولكن هنالك -للأسف- من تملأ فمه ولا يبان في عينه من العمالة الوافدة حيث نسمع كثيراً من مشكلات العمالة ويتضح لنا مدى تعامل الكفيل مع الوافد بكل طيبة واحترام.

 

الطالح خرب على الصالح
بندر عبدالله السنيدي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة