ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 19/08/2012 Issue 14570 14570 الأحد 01 شوال 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

عودة المحتجز السعودي في إسرائيل
كاتب فهد الشمري

رجوع

 

جاءت عودة المواطن السعودي عبد الرحمن العطوي الذي احتجز في إسرائيل أكثر من ست سنوات إلى أرض الوطن عن طريق الولايات المتحدة الأمريكية ومساعدة السلطات السعودية المختصة في تأمين ما يلزم لوصوله آمناً مطمئناً إلى أهله، لتؤكد على أن هذا الوطن يسطر يوماً بعد يوم صفحات مشرقة في حبه لأبنائه وتقديم كل ما يمكن ليحفظ عزتهم وكرامتهم، ويساهم في تعزيز روح الانتماء الوطني عند الجميع بلا استثناء ويكرس العلاقة الإيجابية بين المواطنة وبين استقرار الوطن سياسياً واجتماعيا واقتصاديا، حيث أصبح الوطن والمواطن كلمتين مترادفتين في المعاني والتفاني والتضحية والبناء وثمة حقيقة أزلية بأن الوطن مستقر المرء وراحته وكما قال الشاعر العربي:

(العين بعد فراقها الوطن لا ساكناً ألفت ولا سكنا)

وحب الوطن عاطفة تسكن القلوب وتجيش في النفوس، هذا الحب ليس مجرد كلمات أو أشعار تقال بل هو سلوك يترجم من خلال العطاء والبناء ويؤكد مشاعر الولاء، ويعرف الانتماء الوطني بأنه إحساس الفرد بالفخر والاعتزاز بالانتساب إلى وطنه وتراثه وبمسؤوليته في خدمته وتنميته والدفاع عنه، هذا الانتماء بمثابة ضمير داخلي يوجِّه ويرشد المواطن ليعمل واجباته على أكمل وجه وبقناعة تامة بحيث تصبح المواطنة فضيلة تبنى عليها عملية استثمار القيم التي يتحلى بها أبناء الوطن من إيمان وشجاعة وكرم وصبر وتفان في العمل لنهضة الوطن وتحقيق تنميته في كل المجالات وإعداد جيل الشباب المتسلح بالإيمان الذي يملك أعلى درجات الوعي بمفاهيم المواطنة وقيمها في ظل ما يشهده العالم من متغيرات متسارعة وانفجار معرفي يشكل خطراً متنامياً وتحدياً حضارياً وثقافياً.

لقد حفل الوطن على امتداد تاريخه بمآثر ومواقف وسياسات اعتمدت على حكمة القيادة الرشيدة وتفانيها في سبيل خدمة الدين والوطن والمواطن حتى في تفاصيل حياته واهتماماته، وسعت إلى حفظ كرامته وتأمين سبل حياته وسلامته داخل الوطن وخارجه دون أن تتخلى عن مسؤولياتها في ذلك ضاربة أروع الأمثلة في صدق العلاقة بين الحاكم والمحكوم، ومن ذلك الجهود الحثيثة والمخلصة في تأمين عودة المعتقلين السعوديين في غونتانامو إلى أرض الوطن ومساعي إدماجهم في المجتمع كأفراد صالحين يؤدون ما تتطلبه المواطنة من مسؤوليات تؤثر في استقرار المجتمع وتقدمه، وهذا التفاني من قبل القيادة الرشيدة في تكريس المواطنة وتعزيز الانتماء الوطني كان في القلوب والعقول على حد سواء مما أسهم في تقوية مشاعر الولاء من قبل المواطنين تجاه القيادة التي حمت كرامة الإنسان وبنت الوطن وأعلت البنيان، وإن ترك العطوي للضمانات القانونية والإنسانية التي وفرتها المفوضية الدولية لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة لموكلي في أمريكا وطلبه العودة للوطن يشاركه في هذه الرغبة أهله وقبيلته ما هي إلا دلالات واضحة على أن الوطن ليس له بديل مهما كانت الأسباب والمغريات.

وأخيراً فإن تجربة العطوي ومن قبلها تجربة المعتقلين السعوديين في غونتانامو والمساعي والجهود الحكومية لإدماجهم في المجتمع تؤكد أن الوطن يتسع لجميع أبنائه وأن القيادة الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين لا يدخرون جهداً في حماية الوطن والمواطن وتأمين أمنه وأمانه وتكريس فضيلة المواطنة ليبقى الوطن منيعاً بقوة الارتباط بين القيادة والمواطن وصدق الانتماء لهذا الوطن الغالي علينا جميعاً.

المحامي

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة