ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 21/08/2012 Issue 14572 14572 الثلاثاء 03 شوال 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

تنتفي الديمقراطية عندما تقوم على معايير (طائفية) أو على (ملل) متصارعة، ومثالها الصارخ ديمقراطية لبنان التي تؤكد على أن يكون الرئيس مسيحياً مارونياً، ورئيس مجلس الوزراء مسلماً سنياً، ورئيس مجلس النواب مسلماً شيعياً، في حين تتقاسم الطوائف بالتساوي الهيئات والمؤسسات المدنية والحكومية.

والغريب أن الدستور اللبناني لا يشير إلى هذا التقسيم وإنما جاء بناءً على (الوفاق الوطني) خلال الاستقلال من الانتداب الفرنسي 1943م، واستمرت هذه المعايير الطائفية تحكم لبنان حتى اليوم.

ورغم هذا (المطب) الطائفي العنيف لدولة فتية كلبنان، إلا هناك من يسوق لهذا النوع من (الوفاق) ويدعو له في أماكن أخرى وكأنهم لا يرون بما حل بلبنان, فهؤلاء هم الأقباط في مصر يدعون الرئيس مرسي لأن يضع لهم تمثيلاً سياسياً شعبياً في مصر، وها هو مجلس الشعب يتوزع بين مذاهب وطوائف وملل ظاهرها (ديمقراطي: انتخابات، تصويت، ترشيح، تحكيم...) وداخلها الطائفية.. وهاهم الإخوان المسلمون قد انفرجت أساريرهم واحتفلوا بيوم النصر.

كل من يدعو في الوطن إلى (تمثيل) طائفي، فهو طائفي أشر، وكل من ينظر على أن الديمقراطية هي توزيع الوطن بين (طوائف) شتى، فهو طائفي خبيث، وكل من يثير الفتن على أساس (طائفي) فهو شيطان، وكل من يحول (الطائفة) إلى حركة سياسية فهو طائفي إنقلابي.

هكذا يمكن أن ننظر للطائفة الدينية التي تحولت من شكل ديني خالص إلى حركة سياسة تتحرك حسب أجندة خارجية، لا يعنيها الوطن بقدر ما يعنيها الوصول لمصدر القرار، وإثارة الفتن والحروب.. لا يمكن أن تكون (ديمقراطياً) و(طائفياً) في آن واحد، تلك خدعة نشوه بها وجه الحقيقة، تظل الديمقراطية ديمقراطية، والطائفة طائفة والوطن وطناً، بلا مزايدات ولا خطب وزَبَد.. ويكفي الطوائف الإسلامية أنها انسلخت من عرى الدين الحنيف وتخلت عن وسطيته ومقاصده وباتت شكلاً حركياً استدرجت عقول جماعتها وغيبتها وزجت بهم في أتون النيران وجعلت منهم (قربانا) للطائفة كأرخص ما يكون (القربان).

nlp1975@gmail.com
 

الحقيقة شمس
فيروس الطائفية
رجاء العتيبي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة