ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 21/08/2012 Issue 14572 14572 الثلاثاء 03 شوال 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

عيـد بلا أمهات
بندر بن محمد مقرن المقرن

رجوع

 

ونحن نعيش أيام العيد المُباركة، هناك الملايين من الأمهات ممن قطعوا تذكرة ذهاب بدون عودة عن عالمنا (الفاني) خلال شهر رمضان المُبارك أو قبله بأيام قليلة، وجعلوا هذا اليوم على قلوب من أحبوا ذكرى تملئها الأشجان حُزناً على فُراق شمس تعودوا أن يستنيروا بنورها الدائم مُنذ صغرهم ولكنها (غابت) فجأةً عن أعيُنهم ولايزالون يتجرعون (ألم دهشة) الرحيل المُفاجئ ؟؟

أنا لن أتحدث في موضوعي اليوم عن فضل (الأم) وعن مكانتها في قلوبنا؛ لأن هذا يحتاج إلا سطور طويلة ومُضيئة تليق فيمن سأتحدث عنها، ولكني سأتحدث عن ماهو أهم بكثير وهذه السطور المتواضعة موجّهةً لمن فقدت قلوبهم حلاوة كلمة (يمه) على ألسنتهم منذ سنوات أو من شهور وأسابيع أورُبما من أيام قليلة، وبعدها لم يعُد للأيام حلاوة في نفوسهم بل لم يعد لكل شيء جميل من حولهم أي طعم بعد أن غيب (الموت) الربيع الدائم وأشعة الشمس المُشرقة الذين كانوا ينعمون بهما في حياتهم والذي كان مصدرها قلوب أمهاتهم الدافئة..!!

أن أُمهاتنا (تحت الثرى) لازلن بحاجة إلى تقديم العطف والحنان والإحسان لهُن أكثر من أي وقت مضى من حياتهن؛ لأنهُن بحاجة إلى الدعاء والصدقات والأعمال الصالحة وفعل الخير عن طريقنا نحن بعد أن غيبهُن الموت عن حياتنا، وهُنا تكمُن (ثمن تقديم تهنئة أو هدية العيد لهُن)، ولنضع في الحُسبان بأن هذا كُله لا يحتاج إلا (عيد سنوي) بل يحتاج منا أن نجعل كل يوم من حياتنا هو بمثابة عيد نُقدم من خلاله البر والإحسان ورد المعروف لهن.

عن أبي هُريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له) صدق رسول الله..

وعلى الجانب الآخر وهوالعكس تماماً.. نجد أمهات يعشن معنا في دنيانا ولا يعرفن من (العيد) إلا اسمُه فقط..!! لأنه من الأساس لم يتم تقديم حقوقهن الشرعية المُكتسبة لهُن كأُمهات في (أوقات الحياة المُختلفة) فكيف يأملن بانتظار تقديم شيء (إنساني واستثنائي) لهن في يوم من خلال ( قلوب متحجرة قاسية) ولو أن لبعض البيوت ودور المسنين (ألسنا تنطق) لتحدثت عن قلوب تسكُنها يعتصر قلبها (الألم) وتنوح (دموعها) على خديها في كل يوم بسبب ما اقترفته أيدي وألسن من عطفت عليهم وربتهم في أحضانها يوماً..؟؟ إلى هؤلاء (المساكين) أقول إن بر الوالدين (دين في أرقابنا) والحياة صغيرة وغداً سيكون الرد بالمثل من صغارك الذين تُطعمهم وتكسوهم و تُلاعبهم وتحن عليهم بقلبك (المُزيف) اليوم..؟؟

تهنئة إلى.. من كُنت أتمنى أن أراها عجوزاً في الثمانين، وأن أشيخ معها..؟؟

تهنئة إلى.. من تنتظرني هـُنـاك في العالم الأخر وكُلي شوق لروئيتها مرة ثانية..؟؟

تهنئة إلى.. (عيد أمي) في عيده الحزيـن بلا أمهات..؟؟

تهنئة إلى.. (عيد أمي) الحزين بأمهات بلا عيد..؟؟

- البير

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة