ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 23/08/2012 Issue 14574 14574 الخميس 05 شوال 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

في ليلة عامرة بالروحانية، وفي أكرم وأقدس بقاع الأرض، وفي أطهر مكان وأجل زمان كان صاحب القلب الأبيض الكبير والعقل الناضج والضمير الحي، والحس الوطني والعربي والإسلامي الصافي النزيه يدعو من (صفا) مكة المكرمة إلى عدل يهزم الظلم، وانتصار للوسطية يقهر الغلو، ونبذ للفرقة يحفظ وحدة الأمة وقوتها وعزتها، كان صاحب القلب الرقيق واللسان الصادق الشفاف (ولا أحسبه عند الله إلا كذلك) ينادي للتضامن والتسامح والاعتدال والوقوف صفًا واحدًا أمام كل من يحاول المساس بديننا ووحدتنا كمسلمين وثوابتنا العقدية الدينية، أين كان المكان ومتى كان الزمان ومن كان المنادي، يا لروعة المناسبة وصدق الموقف وحسن التوقيت، دعوة مهذبة لبقة في مكان طاهر في زمن وساعات تشرئب لها أعناق كافة المسلمين إلى بارئهم سبحانه راجين عفوه وغفرانه والعتق من النيران، إن لم يكن المكان والزمان والظرف هكذا منسجمًا مع نبل وكرم الدعوة النصوح، وصدق النوايا وإشراقة كلمات خادم الحرمين الشريفين الواضحة الناصحة من قلبه المؤمن النقي فمتى تكون مثل هذه الدعوة؟! وحين تكون وتأتي هذه الدعوة الندية للتصافي والتضامن الإسلامي والتعاون لعزة الإسلام وقوة وتمكين المسلمين ولا تقابل بالنوايا الحسنة وتفهّم المقصد الشريف وعقد العزم على نصرة الدين والحق والانتصار لأمة الإسلام وانتشال من ينالهم الضيم والقهر والعدوان من أبنائها في أنحاء المعمورة مما فيهم، إذاً فمتى تكون الدعوات والاستماع لها بأذن واعية تدرك أهمية المرحلة وحساسية المواقف، وتتفهم حاجة أبناء الأمة الإسلامية لوقفة شريفة شجاعة صادقة نبيلة تتوحد فيها كلمة الأمة وقادتها وترص وتنتظم فيها الصفوف وتتعاضد الأيدي لبدء مرحلة تنسى فيها أضغان الماضي وأحقاده، وخلافات ورؤى وجدل ونقاشات عقيمة لم تقدم للأمة شيئاً سوى أنها جبلتها وعسفتها عسفاً على التقهقر مع تجرع خيبات الهزيمة تلو الهزيمة في جل شؤونها.

جاء خادم الحرمين الشريفين في ليلة مباركة من السماء وفي بقعة اختارها رب الأرض والسماوات لتكون أطهر بقعة وفي زمن يتطلع فيه كل مسلم لصبيحة العيد السعيد مكملاً شهره الكريم راجياً بلوغ الأجر والكرم الإلهي محتفلاً بذلك في فطره مع أبناء المسلمين، توقيت طيب من رجل أطيب ينشد الحق ويدعو إليه، يمارس العدل ويحث عليه، طالما دعا إلى التسامح والمحبة بين الخاصة والعامة بين أهله وعشيرته في المملكة وفي كل محفل عربي وإسلامي ودولي، ها هو -أيده الله- يستحلف الجميع بالله جل شأنه (أن نكون جميعًا على قدر المسؤولية وأن نكون جديرين بحملها وأن ننصر الحق)، يا لها من كلمات تجمع بين القوة واللين وبين الحكمة والعقل المجرب وبين الصدق والشفافية ونور اليقين والآمال المعقودة على الله سبحانه بأن لا يخيب رجاء رجل الحق والعدل، داعي التضامن والتعاون، مؤسس الحوار بين المذاهب الإسلامية بهدف تنقيتها مما يفرق بين أبناء الأمة الواحدة، كل عام ونحن بخير في ظل قائد الخير والتضامن، وأمتنا الإسلامية بإذن الله بخير ما استمعت لصوت الحق وصدعت به.

t@alialkhuzaim
 

العيد على صدى كلمات خادم الحرمين
علي الخزيم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة