ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 23/08/2012 Issue 14574 14574 الخميس 05 شوال 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

وتم العناق
ريم وثوبها الكتابي في زركشة فكر نابض
حسن علي البطران

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تتشاظى الأفكار تارةً، وتتسع تارة أخرى، وتتنوع الرؤى.. وتقفز نحو عوالم متعددة، وتبحر في مياه عميقة وأخرى ضحلة، وهنا تكمن القدرة الإبداعية والكتابية.. وكما أسلفت في أكثر من مرة، أن أي نوع من الكتابة هو إبداع.. وقع بين يديّ كتاب ريم الحاجي محمد «نبضات فكر» وهو من إصدارات الدار الوطنية الجديدة للنشر والتوزيع 1431هـ ويقع في 112 صفحة من القطع المتوسط ويحتوي جملة من المقالات التي أظنها قد نُشرت هنا أو هناك في مواقع عنكبوتية أو خلافها.. الكتاب «نبضات...» تضمن 32 مقالاً كُلها تصب من مجرٍ صافٍ وعذب، يعكس ثقافة واتجاهات الكاتبة، وكما قال الأستاذ سلمان الحجي في تقديمه لها في صفحة 12: «.. إن هذه الكتابات تعد مرآة عاكسة لثقافة الكاتبة خصوصاً أنها التجربة الأولى لها في التأليف...»، وهي خلاصة تجربة سواء شخصية أو مجتمعية أو نتيجة مخرجات لقراءات متعددة، وفي كل الأحوال يعطيها الجمالُ جزءاً منه.. وقد أشارت الكاتبة إلى ذلك في مقدمتها حيثُ: «في زوايا الحياة لنا وقفات وتجارب نعيشها بلحظاتها ونخرج منها محملين بالخبرات منها ما يفيدنا شخصياً ومنها ما يكون له أثر على المجتمع والأسرة، ولكن هذه التجارب لن تكون ذات فائدة إن ظلت حبيسة العقول أو الأدراج، ولكنها تحتاج إلى إخراجها للمجتمع لكي يستفيد منا. وهنا أسجل لكم نبضات فكر نتجت من تجاربي ومواقفي في الحياة»، وليس بالضرورة تجارب شخصية بقدر ما تكون تجارب مُستخلصة من المجتمع الذي تعيش فيه الكاتبة.

فـ «نبضات فكر» لريم الحاجي محمد إبداع يرتقي أو يحاول الارتقاء، والأول هو الأقرب نحو «النبضات».

تتعدد المواهب في الفرد، وتبقى موهبة واحدة تطغى على الأخريات، والموهبة سلوك وفكر يتميز به الفرد على غيره، وليس بالضرورة في مجال أو فن معين، بل الموهبة لا حدود ولا جغرافية لها.. أليست هي موهبة..؟!

الإبداع الأحسائي أخذ يتقافز ويسمو في مجالات عديدة، لاسيما النسائي منه، وهذا نبراس جميلٌ، ومؤشر يضعنا ضمن طليعة المجتمع السعودي الإبداعي.. ربما إيجابيته تعكس الواقع الحقيقي للثقافة وعمق الإبداع عندنا، ولا غرابة في ذلك، أليس هي الأحساء التي تحتفظ بجذور تاريخية عميقة نحو الثقافة والتعليم والإبداع..؟! إنها بلد التمر والفكر والأدب وشتى العلوم.. ومن هنا لا غرابة أيضاً أن تكون ريم الحاجي محمد « فسيلةُ « نخلةٍ بشريةٍ من تلك النُخيلات الأحسائية الشامخات..!!

اختارت ريم عناوين مقالاتها بطريقةٍ تُعبر عن مضمون ومحتوى موضوع المقال الذي تتناوله، وهذا يعني أن العنوان يعطي مؤشراً كبيراً للمحتوى، وهذا يكون حافزاً قوياً للتعمق في قراءة المقال، وليس ذلك حتماً في كل المقالات، وهنا ندرك الغزارة الثقافية للكاتبة، حيث لها قدرة في اختيار العنوان بطريقة تقليدية، وإن كانت هذه العناوين بمحتوى موضوعاتها مستهلكة إلا أن لها جاذبية خاصة، ومدلولاً يحفز الذاكرة، ويشغل الفكر، ويثير التساؤلات.. أليست هي «نبضات فكر»..؟!

موضوعات «نبضات فكر» تنوعت بين الاجتماعية، وبناء الذات، والأدب، والثقافة العامة، والأسرة والطلاق، والتعليم، والتطور التكنولوجي والعمالة، والإدارة والحوار، و.... وجاء محتوى هذه الموضوعات بثوبٍ جديدٍ، وأسلوب يعكس ثقافة قلم «ريم الحاجي محمد»، ومن هنا نجد أن ريم أوجدت لها بصمةً، ضمن كتاب وكاتبات الأحساء، وتستحق بهذا الجهد أن نصفق لها، ولكن ليس تصفيقاً كما في حفلات الأعراس، ولكن بطريقة تتناسب وهذه النبضات الفكرية الرائعة..! وإنها تستحق أكثر من ذلك.

Albatran151@gmail.com
 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة