ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 23/08/2012 Issue 14574 14574 الخميس 05 شوال 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

      

هذا هو المطلب الثالث. وكان الأستاذ أشار في المطلبين السابقين إلى إشكالية المصطلح بوصفه حجة لمن يدعون إلى الإبقاء على تعليم العلوم باللغة الإنجليزية. وبعد أن أشار إلى سطوة العولمة المتعاظمة التي تسعى إلى فرض ثقافة جديدة، وأبرز مكونات الثقافة اللغة، فالعربية هدف من أهداف العولمة تزاحمها بلغاتها. ولم تعد اللغة الأجنبية تطل من الشاشة بل أخذت تطرد العربية من مواقعها، فصارت لغة الاقتصاد والعلم والطب والسياحة والإعلام، وأخطر منه تحول العربي إلى مسخ لا هو عربي ولا غربي. والأمة المغلوبة المنبهرة بغالبها أمة فانية بلا جدال، واللغة مقوم من مقوماتها يمكن أن تضمحل، وجاءت الإشارة في المطلب السابق إلى ما حدث للعربية المالطية. ولا شك أن متطلبات الحياة الحديثة تقتضي مسايرة اللغة لها؛ ولكن ذلك لابد أن يكون من داخل اللغة نفسها، ولا يناقض هذا تعليم اللغات الأخرى للحاجة. وبين الأستاذ بشيء من التفصيل فضل العربية وقدرتها على استيعاب العلوم، وعرض لأهمية وجود لغة علمية من حيث ألفاظها ومصطلحاتها، وعرض لما نشأ من جدل حول المصطلح في المجامع اللغوية من حيث وضعه أو تعريبه، وانتهى إلى أن الخير في الترجمة ثم العودة إلى تصويب المصطلحات في وقت لاحق، ثم وقف عند ما أثير من شبهات حول المصطلح العربي، والشبهة الأولى هي أن العربية لغة بداوة تفتقر إلى التجريد ولا تستطيع حمل المصطلحات الحضارية، أشار الأستاذ إلى بدايات الشبهة ثم ردها بأن بدائية اللغات مما سقط اعتباره، وأن اللغات تتغير وفاق حاجاتها، والعربية وفت بحاجة الدين وعلومه واستوعبت الحضارات وعلومها وعبرت عنها منتجة مصطلحاتها، والقول بالبدواة وعدم تحمل المصطلحات يكذبه التطبيق. وأما الشبهة الثانية فهي أن العربية لا عهد لها بالمخترعات والمكتشفات الحديثة، وهو قول يشبه القول بالبداوة، وكل اللغات تخترع المصطلحات، وكيف جاز للغرب نفسه أن يضع المصطلحات، فوجود الأشياء يستدعي الاصطلاح. والشبهة الثالثة عدم دقة المصطلحات الأصلية، وردّ ذلك بأن المصطلح لا يشترط فيه دقة استيعابه موضوعه بل دقة الدلالة عليه. ويشير إلى أن الاشتراك اللغوي وارد بين المصطلحات ولكنها لا تختلط لاستعمال كل مصطلح في بابه أو فنه. والشبهة الرابعة هي أن لغة العلم لغة عالمية، واستنكر الأستاذ وصفهم كل آت من الغرب عالميًّا مع أنه محليّ، وبيّن أن هناك ما هو عالمي يمكن التزامه وهناك ما تختلف اللغات فيالتعبير عنه، هذا من حيث المصطلح العلمي أما الحضاري فالأولى أن يكون له بديل عربي. والشبهة الخامسة هي قلة المصطلحات العربية القديمة وعدم جدواها، وهذا زعم تكذبه المحاولات الحديثة لرصد ما في التراث من تلك المصطلحات، وربط أستاذنا بين المصطلح والبحث العلمي الذي مازال هامشيًّا في حياتنا، ولفت الانتباه إلى أهمية التوعية اللغوية وإنشاء مؤسسات متخصصة للترجمة وتكوين أجيال من العلماء المتقنين للغتين العربية والأجنبية، وتيسير العربية للمشتغلين بصياغة المصطلحات، وينتهي إلى وجوب الانفتاح العلمي المستفيد من منافع العولمة واثقين بأنفسنا وقدرتنا اللغوية التي سبق أن انتصرت فكانت وجهًا مشرقًا للهوية العربية.

 

مداخلات لغوية
قراءة في كتاب اللغة في عصر العولمة(4) المصطلح العربي في عصر العولمة
أبو أوس إبراهيم الشمسان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة