ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 23/08/2012 Issue 14574 14574 الخميس 05 شوال 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

      

مع وفاة (ستيف جوبز StevenJobs‏) أحد مؤسسي شركة أبل كمبيوتر، وأحد أقطاب مجتمع الأعمال الأمريكي، طرحت أسئلة كثيرة حول اقتصادات غيرت وجه التاريخ، فقد حورب العلماء الذين كانت بدايتهم بسيطة وملفتة للانتباه، وشكلت هذه البدايات صدمة حضارية للإنسان فرفضها وقاومها بعنف، لأنها

ستخلخل قناعاته ومسلماته، ولأجل مقاومتها عليه مواجهة العالم بأفكار جديدة أو الرضوخ والاستجابة لهذه الأفكار أو بأخذه موقف وقطيعة من هذا التطور العلمي والمعرفي.

ظاهرة (ستيف جوبز) ليست الوحيدة، ففي مأرب للسيارات كانت البداية والانطلاقة والتحول الكبير، ولو نظرنا للأمر من زاوية اقتصادية ومعرفية بحتة لوجدنا أن هؤلاء العباقرة كان لهم دور هام على المستوى الإنساني، وكان لهم دور اقتصادي عظيم، فكل العالم اليوم لا يستطيع أن يستغني عن هذه المعرفة والتقنية الحيوية الحديثة حتى من رفضها بالأمس.

ما أود الحديث عنه، هو ما قرأته مؤخراً عن عالم ما بعد الاقتصاد الجديد (اقتصاد المعرفة)، العالم الذي تحمله في جيبك، وتغادر إلى أي مكان وهو معك، ولهذا فلا تستطيع أي أمة أو مجتمع يرغب في أن يكون متماشيا مع التطور ومع العصر دون أن يمتلك بنية معرفية وبنية إلكترونية حديثة تنتمي لنفس القرن، لأن هذا قرن السرعة العالمية وهذه السرعات أدت إلى تحولات اجتماعية وثقافية وفكرية كبيرة، ولهذا فإن العلم كي يتطور إلى حرية ويحتاج إلى المناخات الحقيقية كمختبر وبيئة لاحتضانه وإنضاجه.

المهم أن العديد من القرارات وعلى ضوء أمثلة واقعية كستيف جوبز تؤكد على دور الفرد وأثره في عمليات التطوير والتغير في عصر تنتقل فيه السلطة إلى الفرد ككائن فاعل ومؤثر في هذه الحياة، في وقت تضعف قدرة الدول على التحكم بالمعرفة وإدارتها، ما نرغب في التركيز عليه هو اقتصاد المعرفة (الاقتصاد الجديد)، الذي أصبح قوة يفرض نفسه بلا منازع، وهذا الاقتصاد يبني دولته الافتراضية المنتجة وبإنتاج قياسي ومتناهي الصغر، ويؤكد للبشرية أن مساهمات الأفراد أحيانا تغير مجرى التاريخ.

وضمن هذا السياق، يرى مهندسو أمن المعلومات، أن الدول اليوم تواجه مخاطر جديدة وغير مسبوقة، فلم تعد الحروب نظامية، جيش يقاتل جيش، بل اليوم الحروب والخصوم يحملون بين أيدهم وسائل حرب لا تتعدى أحجامها واحداً في المليون من أحجام هذه الدول وجميع الشركات تعولمت، فهي موجودة في كل مكان وانتشرت ووزعت أعمالها في كل مكان بحسب ما يسمى بـ(Remote-Job) وهي القيام بأعمال عن بعد، وهذا يعني أن ثمة تغيير في بنية وبيئة العالم، تغير تقني وثقافي ومعلوماتي واقتصادي نحو اقتصاد المعرفة (الاقتصاد الجديد) السؤال الذي يواجهنا اليوم؟ هو هل استعدينا واستعدت دولنا ضمن إمكاناتنا لمواجهة المستقبل والمشاركة الفاعلة فيه؟ وأجزم أن الاستعداد لا يرقى إلى الدرجة التي نتمناها على المستوى العربي والإسلامي، لماذا؟ لأن الاستعداد الحقيقي يكون بثورة حقيقية في التعليم ونبذ للتعصبات والنمطيات والسيطرة الفكرية السلبية وللموضوع بقية الأسبوع القادم.

AALJUBAIR@alriyadh.com
مستشار مالي - عضو جمعية الاقتصاد السعودية
 

اقتصاد المعرفة 1- 2
أحمد بن عبدالرحمن الجبير

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة