ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 26/08/2012 Issue 14577 14577 الأحد 08 شوال 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

وتولى الأسد الابن الحكم في سوريا وفق مسرحية هزلية مستعجلة، عدل بموجبها الدستور دون خجل أو اعتبار لعقول السوريين، عدل ليناسب ولي العهد الذي لم يكن سنه -في حينه- يتوافق مع السن المعتبرة في مواد الدستور، مما اضطر مجلس الشعب إلى تعديل المادة الخاصة بالسن لتتوافق مع سن الرئيس الذي سيرث الحكم من والده، يرث الحكم في نظام جمهوري، يرثه بصفة غير مسوبقة في بنية مثل هذه الأنظمة، ومن العجائب التي يحار فيها العقل فهما وتقبلاً، أن نظام الأسد الأب كان يصف الأنظمة الملكية في وسائل إعلامه بأنها أنظمة رجعية، وأنه ومن يدور في فلكه ويماثله أنظمة تقدمية، وكانت الوعود التي يطلقونها تداعب العواطف وتثيرها، مما سهل السيطرة على الإرادات وروضها للقبول بالوعود الفارغة التي ينطبق عليها مقولة: (مت يا حمار حتى يجيك الربيع)، طال الانتظار ولم يأت الربيع إلا متأخراً بعد أن بلغت الحالة الاقتصادية والاجتماعية الحلقوم، وهي حالة يستحيل تحملها أو تقبلها.

تولد شعور عارم بوجوب التخلص من هذا الكابوس الجاثم على أنفاس السوريين الحرة، تفجرت براكين الغضب، وتحررت النفوس من قيود الخوف، فلم يعد بالإمكان السكوت أو القبول بما آلت إليه الأوضاع في مختلف مجالات الحياة للإنسان السوري، تنبهت العقول وأدركت أنها تعيش في عالم من الأوهام الكاذبة والشعارات الزائفة التي لم تعد متقبلة، شعارات التقدمية، حيث تبين مع مضي الأيام أن التقدمية ما هي إلا مجرد فقعات إعلامية وادعاءات كلامية جوفاء فارغة، زبد ذهب مع أدراج الرياح، تمخضت التقدمية عن واقع مأساوي، وكشفت عن وجهها القبيح المتخلف إلى درجة يتعذر تخيلها أو وصفها، ولأن نظام الأسد يعرف أنه يخدع الشعب السوري ويضحك عليه، لجأ إلى إحاطة نفسه بزمرة من الموالين من الطائفة، لأنه يعلم أنه سيأتي اليوم الذي تستيقظ فيه إرادة السوريين وتصحون من الغيبوبة القسرية التي أعمت بصائرهم أكثر من أربعة عقود حولت واقعهم إلى واقع من البؤس يتعذر وصفه، ويتخلص السوريون من هذه الطائفة التي اختطفت سوريا، وأخرجتها من إطارها العربي إلى إطار دخيل معاد للعرب والإسلام.

استطاع هذا النظام النشاز أن يصنع قضية ويتستر تحت عباءتها، القضية المصنوعة هي تسليم الجولان للصهاينة، ومن ثم التواطؤ معهم بإثارة دعوى المقاومة، دعوى طالما طنطن بها النظام وحولها سنوات وسنوات، واستطاع أن يحشد لها مشاعر السوريين ويوحدهم حولها، يعلم أنها قضية وطنية بامتياز، لا يمكن بحال أن يتخلف عن الالتفاف حولها أحد، وهكذا تستر وماطل، ورفع الشعارات أكثر من أربعين سنة، والصهاينة يسرحون ويمرحون في الجولان والأسد المصنوع يردد دعوى الممانعة والمقاومة، حدثت العديد من التعديات الصهيونية على سوريا، ولم يلمس السوريون مقاومة، كلما لمسوه بيانات فارغة، “نحتفظ بالرد في الوقت والمكان المناسب”.. ومضت الأشهر والسنون ومازال الاحتفاظ بحق الرد حبيس الإرادة التي لن تتخذ مثل هذا القرار الذي أخذت العهد على نفسها ألا تقوم به، بل ستقوم بدورها الرئيس وهو الحفاظ على أمن الصهاينة ومنع أي حر يفكر مجرد تفكير في القيام بأي جهد حتى وإن كان مجرد كلام لتحرير الجولان واستعادتها من الصهاينة.

لقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن شعار المقاومة والممانعة ما هو إلا شعار فارغ من أي مضمون، يفتقر للجدية والإرادة الصادقة لما يعنيه هذا الشعار ويتطلبه من استعدادات تحوله إلى واقع مستوف لكل ما يحقق استرداد الحقوق التي فرط فيها الأسد الأب عن سابق قصد، إنه شعار يرفع بين الفينة والأخرى لمجرد مداعبة المشاعر وإثارة حماستها، وواقع الجولان يصدق هذا ويؤكده حيث لم تطلق رصاصة واحدة منذ تسليمها للصهاينة حتى الآن.

إن شعار المقاومة والممانعة الذي يرفعه ثالوث الكذب (نجاد، حسن أسد،) لم يعد أحد يصدقه أو يهتم به، لأنه لم يثبت ولو لمرة واحدة ما يصدق هذا الإدعاء على أرض الواقع.

 

أما بعد
أسد على السوريين وفي الحروب نعامة
د. عبد الله المعيلي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة