ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 30/08/2012 Issue 14581 14581 الخميس 12 شوال 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

مشاهد وصور جميلة تشرح الأنفس وتجلب البهجة للمصلين خلال الشهر الكريم وصلاة العيد، جملة من الإشارات الرائعة بقيمها النبيلة قدّمت للمواطن والمقيم في إطار المظاهر والشعائر الرمضانية في المساجد وقربها، أعمال جليلة تطوعية قد لا نشعر بعظمتها بحكم الأُلفة والتعوّد عليها منذ الصغر، إذ دأب الآباء والأجداد عليها وحبّبوها في نفوسنا وحثّونا على التمسُّك بها وتطويرها حسب مجريات الحياة وإيقاعها المعاش، في حين أن القادم الوافد إلينا ينظر إليها بعين الإعجاب والإكبار، ليس لأنَّهم لم يشاهدوا في بلادهم أعمالاً تطوعية لكن الحديث هنا عن رمضان وقيمه الروحانية، فإننا نقدِّم صورًا ومواقف تدعو للتوَّقف عندها والتأمُّل بآثارها وقيمتها في نشر الفضيلة وتبيان سماحة الإسلام وعلو شأنه مستثمرين أيام شهر الخير والبركات لإظهار هذه المعاني الروحانية وتذكير الأجيال بها للحفاظ عليها وصيانتها من النسيان مع موجات تراتبات الحياة الحديثة.

استعرض هنا بضع صور مما أعنيه تُوضِّح المعنى، ففي مصلَّى العيد كان هناك أطفالٌ يجولون بين الصفوف قبيل دخول الإمام وعند المداخل يقدمون فئات من الريالات للأطفال المرافقين لذويهم وهم ينثرون أروع الابتسامات وعبارات المعايدة للصغار، وفي هذا إيقاع نفسي وشعور جميل يقوي عند الصغار معاني العيد وشعائره، وينمي عند هذه الأجيال المقبلة على الحياة روح المحبة والتسامح والإيُثار ورفع شأن الجماعة، كما تَمَّ ذلك في مصليات النساء، حيث وزعت طفلات كالورود مع بعض السيدات النقود والحلويات والألعاب على الأطفال عند مداخل المسجد، وشاهدت نساء مسنات بعد صلاة العيد يفرِّقن ما تبقى معهن من نقود وحلوى على من يطلبن المساعدة وأطفالهن خارج المسجد وعلى عمال النظافة، في مشهد رائع جميل امتزجت فيه المشاعر الدينيَّة بالسجايا الأخوية الإنسانيَّة وتجلَّت به معاني العيد بعد شهر الخير والبركات وسمو ما تدعو له الشريعة الإسلاميَّة، وفي ليالي رمضان لا تدخل مسجدًا إلا وتجد عبوات المياه الباردة قريبة من متناول الشاربين بجانب علب المناديل وخدمات عديدة متوفرة للمصلين، وقبيل كل مغرب عند كل مسجد مخيم لمآدب الإفطار بما لذَّ وطاب لدرجة أن الأطعمة والمشروبات تفيض ـ ولله الحمد ـ وتحملها العمالة معها وفي ذلكم تكريسٌ لمعاني الإخوة الإسلاميَّة وتوضيحً لغير المسلمين ما الإسلام ومن هم المسلمون؟

لا بد أن صورًا راقية زاهية سينقلها المنصفون من أبناء الجاليات التي شاهدتها هنا وسيتحدَّثون بها في بلادهم عمّا نصنعه في مناسباتنا وشعائرنا الدينيَّة وتعاملنا الإنساني الرحيم وتآلفنا مع بعضنا ومع الغير حتى وإن لم يكونوا مسلمين فالمسلم يتعامل برقي ولا يفرِّق بين طائفة وديانة، هكذا في عقيدتنا ومن شذّ عن هذه القاعدة فهو الاستثناء، وقد يقول قائل: إن من بعض العمالة من لا يستشعر معاني هذه الأعمال الجليلة ويتعامل معها بسطحية بل وانتهازية، لا بأس بذلك وهم قلَّة يُرجَى أن يستبينوا الصواب بتأثير غيرهم أو من تأمّلهم الذاتي لما نرمي إليه، ويكفي أننا نقدِّم النموذج الإسلامي الراقي دون مبالغة وإسراف، ولا يبقى في النهاية إلا الصُّور النقية والمثل العليا.

t@alialkhuzaim
 

ملامح رمضانية رائعة
علي الخزيم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة