ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 30/08/2012 Issue 14581 14581 الخميس 12 شوال 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

«اللغة العربية: تنعى حظها بين أهلها» (1)
بثينة الإبراهيم

رجوع

 

حين يُذكر مجمع اللغة العربية وأعضاؤه فإن أول ما يتبادر إلى ذهني جبل الأوليمب وآلهته الخالدة! فهو بالفعل مجمع الخالدين وكل شيء فيه خالد ابتداء بأعضائه وانتهاء بمعجمه الذي صدر منذ ما يقارب القرن ولم تضف عليه أية تعديلات تستوعب هذا الكم الهائل من المصطلحات التي تغرقنا بها ثورة الاتصالات يوما بعد يوم، فأين نحن منها وأين هم «خالدونا» منها؟

عند إجراء بحث على محرك البحث»جوجل» عن مجمع اللغة العربية فإن النتائج تشير إلى خمسة أو ستة مجامع للغة (في القاهرة، في دمشق، العراقي، الأردني، الفلسطيني، والجزائري)، والمضحك المبكي أن هذه الروابط وأولها مجمع اللغة العربية بالقاهرة معطل منذ عامين ولم يهب أحد لإصلاحه كما يسارعون في النواح ونعي اللغة على حد تعبير أحد المترجمين، وآخر نتيجة يظهرها مجمع اللغة الدمشقي تقرير سنوي يعود إلى عام 2010، ولم يكن الجزائري بحال أفضل إذ إنه معطل أيضا، ونالت عدوى العطب بعض أقسام المجمع الفلسطيني، وكان الأردني الوحيد العامل فيما يبدو..فتأمل يا رعاك الله!

كيف يمكن لنا بعد كل ذلك أن نصدق دعوات القائمين على هذه المجامع بمواكبة التطور واللحاق بركب الحضارة من أجل تطوير اللغة إن كانوا هم أو ل أعداء التقنية؟! وكيف لنا أن نؤمن أن لغتنا مرنة وقادرة فعلا على استيعاب الجديد من المصطلحات وما يستحدث في العلوم والمخترعات ترجمة أو تعريبا إن كان حراسها العتاة لا يكادون يحركون ساكنا؟! لدينا خمسة أو ستة مجامع تظل قراراتها حبيسة الأدراج وتخرج إلى النور فقط قبل المؤتمر التالي، بينما المجمع الملكي الإسباني في مدريد يشرع للإسبانية سواء في موطنها الأصلي أو البلاد الناطقة بها في أمريكا اللاتينية!

الثابت أن مجامع اللغة تتحول إلى متاحف تضم ديناصورات من زمن سحيق، وربما من يدخلها سيشعر أنه قد دخل الجوراسيك بارك! والخوف أن يغدو إرثها مستحاثات تدرسها كتب العلوم على أنها أنواع بائدة فهي تعنى بالدراسات اللغوية البحتة وتقصر جهودها الضئيلة عن مواكبة التطورات ليس ضعفا بل عجزا وتكاسلا من القائمين عليها..وإن كانت « السلاحف لا تصلح لصعود السلالم،فالمصاعد العصرية أعادت ترتيب المسألة» كما يرى محمد مستجاب، بعبارة أخرى ما الذي يمنع من إدخال روح الشباب والعصرنة إلى هذه المؤسسات العتيدة، وما الذي يمنع أن تتكامل خبرة «محاربي اللغة القدامى» مع التقنيات التي يتمكن منها هؤلاء الشباب؟ أظن مرد ذلك تعنت الأعضاء والرؤية القاصرة والاستعلائية للأجيال الشابة، وقد يعود ذلك إلى الأبوية التي تحب أن تمارسها طبقة المثقفين القدامى التي تحدثت عنها في المقال السابق، من باب الرعاية التي يود هؤلاء إضفاءها على كل ركن من الثقافة الراهنة.

ومن باب إحقاق الحق لا بد من الإشارة إلى الجهود الشابة التي تحاول جعل اللغة العربية تلحق بعصر الإنترنت، وهنالك الكثير منها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» نذكر منها على سبيل المثال: شبكة ملتقى العربية، مجمع اللغة الافتراضي، المدونة العربية، شبكة الفصيح، شبكة النحو العربي.. وغيرها وهي كلها تسعى إلى تقريب هذه اللغة من أبنائها وتبسيطها، وكثيرا ما يقيم بعضها نقاشات رائعة حول أصل كلمة أو تعريب مصطلح جديد وتشهد إقبالا من مستخدمي الموقع كل بحسب معرفته فتفتح بابا واسعا لتبادل الخبرات بل ويمكن اعتمادها كوسيلة للتعلم المستمر، كما تجب الإشارة إلى أن هذه الجهود كلها جهود فردية ولا تحظى بدعم من أي جهة رسمية، وهذا في حد ذاته يدخلنا في أزمة أخرى إن لم تكن كارثة حقيقية.

يتبع..

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة