ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 31/08/2012 Issue 14582 14582 الجمعة 13 شوال 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

فنون تشكيلية

      

حدث هذا عندما كنت بالصف الثاني الابتدائي وفي حصة التربية الفنية وكنت من المتميزين في الرسم أتاني معلم المادة معجباً بما لدي من رسومات ولكنه فاجأني عند ما قال :»حط خط على رقبة الرجال» حينها صعقت بما قال معلمي قلت له: لماذا يا أستاد..؟ فقال: حتى لا يكون فيما رسمت روح؟!

هنا توقفت وأنا بحالة ذهول طفولية مزيج بين عدم الاستيعاب لما يقصده معلمي وتساءل كيف لرسوماتي أن تكون لها أرواح مثلنا؟!

العجيب في الأمر كيف لهذا المعلم أن يعلمنا شيئاً وبالنهاية يقول لنا كل ما تعلمناه خطأ!!

وبعد مرور ما يقارب من ثمانية وعشرين عاما على هذا الموقف أجد ذاتي الأخرى تساءلني, هل الحلال والحرام توقف عند رسومات طفل مقبل على الحياة بعين طائر محلق كما قال الشاعر صابر عبدالدايم سابحٌ في فضاءِ النهاياتِ, يُطلق سرَّ الحكاياتِ, يزرعُ في رحمِ الأرضِ أقمارهُ, من ضروعِ السحابِ تفيضُ بالبشارات, تهمي عليه النبوءاتُ, يخضرُّ فيه اشتعالُ الحياة, فيقطفُ من طائر البرقِ أثماره.

لا أود أن أتوقف هنا عند الحلال والحرام فالحلال بين والحرام بين!! ولكن ما دعاني لكتابة تلك الكلمات هو ذلك «الإحباط» هذا الشعور المرير الذي مارسه معلمي ومن كان على شاكلته!

إذ لم يستوعب معلمي أنه- بهذا الفعل قد أسقى ذلك الطفل الإحباط أكثر من دعمه كمبدع صغير, وكم من المبدعين الصغار الذين قتلت مواهبهم قبل ميلادهم على أيادي معلميهم..!!

حياتنا مليئة بالتناقضات والازدواجية وخصوصا بالتعليم العام قد نُعلم شيئاً ونكتشف حين تغدو بنا السنين أن بعض ما تعلمناه في الصغر كذبة كبيرة بحجم الظلام!! قد يلحق البعض ذاته ويصحح ما لُقن بأوقات سابقة ولكن البعض الآخر تمضي به السنين لا يعرف هل الزمن يسير به أم أنه يسير بالزمن فكلاهما سيان لا فرق!! فهو أشبه بقصاصة ورق تتلاعب الرياح بها كيفما اتفق!

الشاهد هنا.. قالوا لي في الصغر.. إن العبقرية شعرة بين العقل والجنون

وأقول لهم في الكبر.. إن الإبداع هو عبقرية العقل وثورة الجنون

jalal1973@hotmail.com
twitter@jalalAltaleb
 

البعد السابع
عبقرية العقل وثورة الجنون
جلال الطالب

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة