ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 03/09/2012 Issue 14585 14585 الأثنين 16 شوال 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

(1)

- ادَّعىَ أحدُ المتابعين لسِيرتي الوظيفيةِ أنَّ لي يَدَاً في (تأسيس) يوم الخميس جُزْءاً من إجازة نهاية الأسبوع، فقُلتُ: كمْ هو شرفٌ لي لو ارتَبَط اسمي بهذا اليوم الجميل من إجازة نهاية الأسبوع، مؤكِّداً أنني لم أكُنْ وراَء فكرةِ دمْجِه مع تلك الإجازة، كي أنْسُبَ لنفسي إنجازاً لم أصْنَعه!

- غير أنّني، بُحكْم عَملي في تلك المرحلة الثمينة من حياتي الوظيفية, حين كُلِّفتُ بعمَل سكرتارية اللجنة العليا للإصلاح الإداري، كانت لي مشَاركٌة متواضَعةٌ في (صُنْع) ذلك القرار الكبير، تأمُّلاً وصِيَاغةً وعَرْضاً، وكان القراُر ثَمرةَ عَملٍ جَماعيّ، بدْءاً ونهايةً، قادَه ورعَاه سيدي الراحلُ العملاقُ سلطان الخير - طيّب الله ثَراه - يوم كان سموُّه نائباً لرئيس اللجنة العليا للإصلاح الإداري، وقد خَضَعتِ الفكرةُ لبحثٍ وتأمّلٍ طويلين من قبل اللجنة التحضيرية للإصلاح الإداري، ومعهد الإدارة العامة، والإدارة المركزية للتنظيم الإداري بوزارة المالية و(الاقتصاد الوطني) آنئذٍ، ومرّتْ فـي أكثر من قَناةٍ إداريةٍ وتنظيميةٍ قبْل أن تَتَحّولَ إلى إنجازٍ ثمينٍ لا بديلَ عنه اليوم، ولا مُبدَّلُ له! ومرةً أخرى، أستشعرُ قدْراً من الزّهو أنّ هذا اليومَ غدَا جُزْءاً لا يتَجزَّأُ من (أجندا) الفرح لنا نحن معشَرَ الموظفين خاصةً والمواطِنين عامةً.. مرةً كل أسبوع!

(2)

- (سألني) قارئٌ كريمٌ عمّا إذا كنت أُغلِّبُ المجاملةَ على بعضِ ما أكتبُ هنا وهناك، وعَّما إذا كانَ هذا نهْجاً مسْتَقِراً لي، أمْ أن للمنصبِ اعتباراً في هذا الشأن؟!

- وقد أجبْتُ مبْتدِئاً بـ(التمرُّد) على قَسْوة السؤال، جملةً ومعنىً، مؤِّكداً أننّي لن أُجاملَ في الردِّ عليه، كيلا ترسُوَ عليّ تُهمةُ (المجاملة) التي أوردَتْها (لائحةُ) الاتهام!

- ثم أردفت مخَاطِباً السَّائلَ الكريم فقلت:

- لم أكُنْ عبر سيرتي مع الحَرْفِ الجميل مُجَامِلاً، فأهمِّشَ الحقَّ لمصلحةِ الباطل، وأرجّحَ الشكَّ على حسَابِ اليقين، أو أُظهِرُ الظنَّ على الحقيقة! وحين أجدُ الحديثَ عن أمرٍ ما قد يْنأَى بي عن جَادة الحق والحقيقة، ويحيِّدُ قُدرتي للسَّيطرة عليه، عِنْدَئذٍ سأُلقِي بقلمي في عَرْض البَحر وأُمْسكُ عن الكلام المباح!

أمّا إنْ كان المقصُودُ بـ(المجاملة) أنّني لا أُشْعِلُ النيرانَ خَلفي وأنا أركضُ فـي مسَاراتِ الحَرف، كيْ استرقَ أسمْاعَ الناس أو أبْصَارَهم إشادةً بي أو تعاطفاً معي، لهوىً في نفسي، فأَشْهدُ أنّني من ذلك بَرِيءُ، وعللَّتُ ذلك بأنّ (سطوة العقل) هي وقُودُ الكاتب المسيَّرُ لـ(فعل) الكتابة، وليست (بالوُناتِ) اللُّغةِ التي تَنْفَجِرُ في وجْه صَاحبها، ثم تذْهبُ به أدراجَ النسيان!

- ثم خَتمْتُ الردَّ السابقَ قَائِلاً: إنّ في نفِسي إحْسَاساً بأنّني ربما أخْسرُ اليوم أو غداً أو بعد حين قَارِئاً أو أكثرَ، لكننِّي لنْ أدّخرَ وسيلةً ولا جُهداً كيْلا أخْسَرَ قضيةً عادلةً وعاقلةً نَذْرتُ نفسي لخِدْمتِها، شَرَفاً وغايةً، وتْبقَى الكتابةُ قَضِيّتي، أول اليوم وأوسُطه وآخرُه!

(3)

- وسُئلتُ في موقع آخر عن بَعضِ ما تحقّق لي من أحلام، وهل هناك حلمٌ آخر لم أبلُغْه بعد، فقلت إنّ من حقِّ أيّ امرئٍ سويٍّ أن يحْلُمَ بما يشاء، وكثيرةُ هي الأحلامُ التي تراودُ الخَاطَر، بعضُها يتعلّقُ بذاتي، والبعضُ الآخر يتجَاوزُني إلى الفَضَاءاتِ المحيطةِ بي، وعدمُ تحقيق بعضِ هذه الأحْلامِ لا يْعنِي سقُوطِي في كَمِين الفشل! وإلاّ فهَلْ تَسْخَرُ مني إذا قلتُ لك إنّني أحلمُ بعَالمٍ أقلَّ ماديةٍ وأكثرَ حُبّاً، وأنْقَى ضميراً وأثْرَى سَلاَماً؟! ولكن هَيْهات لنا في هذا العصْر الأغْبُرُ أن نْبلُغَ شَفَا هذا الحُلم! ومن ثم، فَخيْراً لك ولي أن نحلُمَ (بمثَاليةِ) المستحيلِ من أنْ نلْعنَ الظلامَ، فنهوي بأنفُسِنا إلى الدَّركِ الأسْفَلِ من اليأْس!!

 

الرئة الثالثة
أكثر من خاطرة عَوْدٌ على بدء!
عبد الرحمن بن محمد السدحان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة