ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 03/09/2012 Issue 14585 14585 الأثنين 16 شوال 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

تشيع في أواسط مناسبات المال والأعمال والمجتمع وجل احتفالات الناس عبارة تبحث دائماً عن ما هو غارق في التميز على نحو:ـ “أين الاسم اللامع؟” أو:ـ “نبي يا الأخ اسم قوي!!”.. وكلمة “نبي” هنا يراد فيها “نريد أو نرغب”.. فلم نعثر حتى الآن على أي مبرر مناسب، أو سبب وجيه لكثرة تداول هذه الجملة التي تطلب اسما قويا وشخصية لامعة في كل شيء حتى باتت هذه الأسماء أو الشخصيات المفترض هاجس الجميع في أي مناسبة.

فالحدس المراد من مقولة “نبي أسماء قوية” نزعم أنها تسللت من خلال الجري واللهاث وراء كل اسم كسته الشهرة بكرم بريقها العظيم حتى وإن كان بلا موهبة أو حضور، أو ليست له أي خلفية مفيدة.

فالإرهاصات الأولى لهذه الظاهرة الجارفة نبعت فيما يبدو من حفلات الأعراس وصخب المناسبات، إلا أنها لم تتوقف عند هذا الحد من ترديد الأغاني المكررة والتطريب المفتعل إنما باتت تتغلغل في تفاصيل كل شيء على نحو طلب شاعر يُزْعم أنه قوي، أو كاتب يُرى أن مؤثر، أو ضيف تلفزيوني سيحقق نسبة مشاهدة عالية. فالشهرة واللمعان هي المحرك الرئيس لهذه الفكرة التي لا تراعي المتميز وإن كان مغموراً، إنما تريد كل ما له علاقة بالصخب والأضواء واكتظاظ القاعات بالحضور.

أما إن كان أمر البحث عن مصدر القوة على نحو الرجال الأقوياء للشركات الأمنية أو الحراسات فلا بأس، لأن البحث عن من يحرس المال والمواقع هو ضالة هؤلاء، لأن الأسماء والأفعال القوية هي من تنبئ عن أصحابها بأسلوب واضح لا يقبل الجدل على نحو “البوديجارات” الأشداء في بعض الأماكن.

أما ما يستدعي التساؤل!! هو أطناب بعض البرامج التلفزيونية والحفلات الفنية، والوصلات الفكاهية والترفيهية عن اسم لامع من فصيلة “أسماء قوية” دون التركيز على النص الجيد أو الحوار المعد بعناية، فالأمر المطلوب هو مجرد الحضور وبريق شهرة الضيف حتى وإن كان غير معبر عن أي شأن إنساني مفيد.

فالقضية في هذه الرؤية أن أكثر من يطلب هذه الأسماء القوية ونعني هنا من يقوم بتنظيم مثل هذه المناسبات هو في الأساس مغمور أو مجرد شخص عادي مكلف بالعمل والبحث عن شخصيات فنية أو فكاهية أو شعراء أو أدباء أو رواة.. فهذا المنظم أو المعد لا يحسن للأسف سوى الإمساك بالقشور وبالأسماء القديمة حتى وإن كانت مستهلكة، ليأخذ منها حضورها المتكرر وكأن المسألة فوبيا أسماء وأشكال وأنماط لمن يحتكرون المشهد الترويحي أو الاحتفالي في أي مناسب.

أما القلة من هؤلاء المنظمين فإن لديهم بداهة وفطنة حينما يسعون إلى المقاربة بين الشخصية اللامعة والمدركة لمعاني التميز وبين الزج بأسماء جديدة تصنع مستقبلها بروية وهدوء من خلال هذا الامتزاج بين تجارب الكبار وطموح الشباب، إذاً.. ليس هناك أي داع لهذه الفوبيا للبحث عن شخصيات تجلب الجمهور دون فائدة.

hrbda2000@hotmail.com
 

بين قولين
فوبيا الأسماء قوية !!
عبد الحفيظ الشمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة