ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 05/09/2012 Issue 14587 14587 الاربعاء 18 شوال 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

ما كانت الغلظة في شيء إلاّ استفزت التحدي، والعناد، والنفاق، كرد فعل طبيعي تجاهها، فالذي يفهمه من أغلظت عليه بالقول أو الفعل، أنك تصادر حقه، وعقله، ورأيه، لأنك استأثرت بالحقيقة والصحيح لنفسك، كأنك منبع الخبرات والعلوم، وما عداك جهل وضلال، ولا يستحق حتى فرصة اعتراض، إنه استعباد فكري وسلوكي وعاطفي محض.

وقد اعتلت موجة الإلحاد بشتى أنواعه، بعد أن كانت كامنة لا تكاد تعلن عن نفسها في الوسط العربي والإسلامي، وما يهمني هنا موقف رجالات الدين، ومن تزعم هداية البشرية من جهة، ومن جهة أخرى كيف سيكون الوضع مستقبلاً؟

تباينت ردود الأفعال لكن أعجبها، رد الفعل القاسي، الذي يشي بعدم جاهزية رجل الدين لمثل هذا التحدي، ليكون جلاَّداً فقط، فالرفض بالجملة للإله أو الدين لم يأت دفعة واحدة، إنما سبقته حيرة وتخبُّط، تثبت أنّ الخطاب الديني لعقود مضت، لم يكن كافياً لردم تلك الهوّة بين الأسئلة المعلّقة، والإجابات الشافية، والسؤال الأكثر أهمية، أين كان هؤلاء الملاحدة فترة صمتهم؟ ولماذا الصمت؟.

الإجابة تشير بأصابع الاتهام صوب المؤسسات الدينية، والمناهج التعليمية، التي لم تأخذ في اعتبارها هذا الانفتاح على ثقافات أخرى، اعتبرت الشأن الديني حرية شخصية، لا تقيس عليه كيفية تعاملها مع الآخر، مع أنّ الإسلام دين عالمي يستطيع التعايش مع كل الطبقات، كيف لا والمبعوث به أتى رحمة للعالمين _ عليه الصلاة والسلام _ لأنّ لديه كل الإجابات، فلِمَ الآن لا نجد تلك الرحمة؟

الإلحاد لا بد أن يمر ببوابة النفاق، فترة الخوف من عاقبة البوح، بإظهار عكس الباطن، صحيح أنّ الإعلان عن الإلحاد جاء بأسماء مستعارة في غالبها، إلاّ أنه في طور الظهور علناً وقريباً جداً.

إنها مهمة رموز الدين لمجابهة فوضى رفض الدين، فمشكلة أغلب الملحدين الجدد، مع المجتمع ومع الفهم المغلوط للدين، آن لهم أن يحملوا الرسالة التي اختاروها بأنفسهم، بطريقة مختلفة، فالإسلام لا يشكِّل قوة طاردة، فلم يَعُد الخطاب العاطفي وتجارب التائبين، وقصص الثقات غير المعروفين تكفي، ولو كانت كذلك، من أين أتى هذا المد الهائل لرفض الأديان؟

الواقع والغد، يحتاجان أفراداً بنهج جديد، كالدكتور عدنان إبراهيم، الذي يقبل الحوار مع الجميع، ولا يهابه، دون تخويف أو تجريم أو حكم مسبق، يستطيع المحاور معه أن يقول كل ما يدور برأسه، ويجد إجابة غير ملزمة، لكنها مقنعة، فهنيئاً له أجور العائدين لطمأنينة الدين.

amal.f33@hotmail.com
 

إيقاع
جلاَّد الملحد.. ورحمة عدنان إبراهيم!
أمل بنت فهد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة